محمود أسطى عثمان أوغلو المجدّدي الخالدي

نشر بتاريخ: الجمعة، 10 كانون2/يناير 2020 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

الشيخ الذي دخل ساحة الطواف ومعه ثلاثون ألف مريد

(    /1929 ـ معاصر)

العالم الرباني، شيخ الطريقة النقشبنديّة، أحد أعلام المربين في الديار التركيّة،

ولد في أوف بمحافظة طرابزون على ساحل البحر الأسود، نشأ في بيت علم ودين، وكانت أمّه الزاهدة الورعة فاطمة ابنة السيد طوفان، معلمته الأولى

حفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره على أبيه، 

وقرأ العربيّة ونحوها وصرفها على الشيخ تسبيحي زادة، وقرأ علوم القرآن على الشيخ محمد رشيد عاشق قوتلو، وتلقى علوم الحديث والفقه وعلم الكلام على الشيخ دورسون فوزي، ونال الإجازات العلميّة على عادة أبناء عصره، 

 

وبعد تخرجه تولّى الإمامة في قريته، وعني بتربية وتأسيس مجموعة من طلاب العلم النابغين،

التحق بالجيش التركي في عام 1952،

عيّن إماماً وخطيباً ومدرّساً في جامع إسماعيل آغا في اسطنبول في عام 1954، واشتهر بتقواه وورعه، وعنايته بتربية المريدين، ونشر الفضائل بين الناس، والقيام بواجب الارشاد والتبليغ، وكان يجهر بالحق، وينهى عن الباطل، ولا يخشى في الله لومة لائم، وكان يوجه خطابه للناس عامة وللمسؤولين خاص

نقم عليه الجمهوريّون بعد الانقلاب العسكري في عام 1960، فنفوه إلى مدينة أسكي شهر، ولفّقوا له التهم للتخلّص منه، وقدّموه إلى محكمة عسكريّة في عام 1982 بتهمة الضلوع في اغتيال مفتي منطقة أسكودار الشيخ حسن علي، وبعد سنتين ونصف حكمت المحكمة ببراءته من التهمة الملفّقة، وكان مفتي اسطنبول صلاح الدين قايا في مقدمة المدافعين عنه، وفي العام 1985 أحيل لمحكمة أمن الدولة بسبب درس وموعظة ألقاها واتهم فيها أن خطابه كان ضد مبادئ العلمانية في البلاد إلا أن المحكمة قضت ببراءته، وقتلوا صهره الشيخ خضر علي مراد أوغلو غدراً في عام 1998 في مسجده. 

وفي عام 2005 دخل الشيخ محمود المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى ساحة الطواف لأداء العمرة ومعه ثلاثون ألف مريد يملؤون ساحة الطواف وكلهم يلبون ويدعون الله بصوت واحد.

وهنا شعر أعداء الإسلام المتربصون بدعوته بالخطر، فقتلوا تلميذه الشيخ بيرم علي أوزتورك بالمسجد، وجرت محاولة فاشلة لاغتياله وهو عائد من المستشفى للعلاج في عام 2007، للتخلّص من حركته التي باتت تهدّد الحكام العسكريين.

وخرج إلى العالم يحمل مصحفه لينشر معاني التسامح والمحبّة بين الناس، فكانت له رحلة إلى بريطانيا، وألمانيا، والهند.

ويشعر تلامذته المنتشرون في أنحاء الجمهوريّة التركيّة بانتمائهم الإسلامي الحنفي  النقشبندي، وبأنّهم أحفاد الشيخ آق شمس الدين شيخ السلطان محمد الفاتح. 

وفي عام 2010 توجه من اثنين وأربعين دولة ثلاثمائة وخمسين عالما وشخصية فاضلة إلى مدينة اسطنبول قادمين من أجل المشاركة في حفل تكريم وتقديم جائزة الندوة الدولية من اجل خدمة الإنسانية لفضيلة العلامة المربي الشيخ محمود أفندي النقشبندي وقد استضافهم جميعا وضمهم إلى صدره.  

وجرى له حفل تكريم في اسطنبول في 16 ذي القعدة 1431 الموافق له: 24 أكتوبر 2010، وقدّمت إليه جائزة الإمام محمد بن القاسم النانوتوي.

______________________________________________________________ (1) نون بوست 12/7/2016 إسطنبول التي لا يعرفها العرب: جماعة الشيخ محمود أفندي، أحمد الملاّاح. (2) موسوعة الجزيرة 17/10/2014 محمود أفندي.(3) www.ihvanlar.neTt ترجمة حياة الشيخ محمود افندي التركي.

 

الزيارات: 2173