شعلة يوكسال شينلار

نشر بتاريخ: السبت، 07 كانون1/ديسمبر 2019 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

(1357/1938 ـ 1440/2019)

كاتبة وروائيّة وأديبة وداعية إسلاميّة تركيّة، ارتبط اسمها بالدعوة للعودة إلى تقاليد الإسلام وقيمه وأخلاقياته، والتمسّك بحجاب المرأة المسلمة.

اسمها يوكسال ولقبها شعلة، ولدت السيّدة شينلار في عام 1938 بمدينة قيصري وسط تركيا، من أبوين مهاجرين من قبرص التي مارست سلطاتها تضييقًا بحق الأتراك فيها حينذاك، وعندما بلغت السابعة من عمرها استقرت عائلتها في مدينة اسطنبول، ثم اضطرت لترك المدرسة في الصف الثاني الإعدادي لتقوم برعاية أمها المريضة في ظل انشغال والدها، وبدأت العمل بالخياطة لدى خيّاط أرمني. 

 

ومن وحي عملها خيّاطة صممت شينلار شكلاً (موديلاً) خاصاً للحجاب عُرفت به، وانتشر بين فتيات المدارس اللواتي تأثرن بها وقلَّدنها في طريقة ارتدائه ولفّه على الرأس، حتى باتت طريقتها الموضة التي صبغت لباس نساء تركيا المحجبات، وما زال ذلك «الموديل» يمثل شكل حجاب التركيات حتى اليوم، وكانت ترسم وتصمم أنماطاً حديثة وأنيقة للحجاب والأزياء الإسلامية.  

ثقّفت نفسها بالقراءة الحرّة، وروّضت قلمها على الكتابة في الشأن التركي والإسلامي، وشاركها أخوها  أوزور بتحرير قسم المرأة في مجلة Seher Vakit عام 1969، وكانت جادّة تؤمن بأنّ الوقت هو الحياة.

كتبت القصّة في وقت مبكّر، وبدأت بنشر مقالاتها في (مجلّة المرأة) في العشرين من عمرها، ثم هداها الله إلى الطريق الصحيح، بعد اطّلاعها على بعض مؤلّفات الداعية الإسلامي سعيد النورسي، وأخذت تنشر مقالاتها النقديّة الجريئة للفكر العلماني ومرتكزاته، في (جريدة يني استقلال) لكنّ السلطات التركيّة آنزاك كانت لها بالمرصاد، وتمخّضت تجربتها الشجاعة بإيداعها السجن ثمانية أشهر في عام 1971، بتهمة إهانة رئيس الجمهورية التركية، بسبب خطاب وجهته للرئيس التركي السابق “جودت سوناي” بعد استقباله البابا.

تركت شعلة شينلار مجموعة من الكتب القيّمة والروايات المؤثرة، حيث تحولت روايتها (زقاق السلام) 1970 إلى فيلم سينمائي بعنوان Birleşen Yollar، ومن ثم لمسلسل تلفزيوني يحمل اسم الرواية نفسها، وتم بيع آلاف النسخ من الرواية المكتوبة. 

ومِن كتبها المنشورة أيضاً: «الهداية»، و «ماذا حدث لنا؟»، و «المرأة في الإسلام»، و «المرأة اليوم»، و «كل شيء من أجل الإسلام»، و «دموع الحضارة»، و «فتاة وزهرة»، و «اليد اليمنى»، و «مدرس واعٍ".

وكان لها مشاركات فعّالة في الندوات والمؤتمرات، وتميز خطابها حول دور المرأة المسلمة ومسؤولياتها، وتحدّي محاولات عزل تركيا عن إرثها الإسلامي بعمق تأثيره، وخاصة فيما يتعلق بتشجيع فتيات المدارس على ارتداء الحجاب.

كانت امرأة جريئة وشجاعة، قل نظير قلمها الحرّ النظيف في زمن تسلّط العلمانيّة على الفكر والثقافة، ونشرت أفكارها في الصحف والمجلات التركيّة دون خوف أو وجل.

توفيت في اسطنبول يوم الخميس 29/8/2019، وصلي عليها في جامع السلطان أيّوب، بحضور الرئيس رجب طيّب أردوغان وزوجته.

وأعلن أردوغان في ختام كلمته عن افتتاح مكتبة ومتحف باسم “شولي” قريباً، وختم قائلاً: “أولئك الذين عبروا الطريق المعبد بالأشواك هم فقط من سيكونون في ذاكرة أجيالنا”.   

______________________________________________________________ (1) عربي بوست 29/8/2018 رحيل «أيقونة المرأة المسلمة» في تركيا. (2) نون بوست 29/8/2019 شعلة يوكسال شينلار.. رحيل أيقونة الحجاب في تركيا.

 

*   *   *   *   *

 

الزيارات: 1453