صادق بن عبد الله عبد الماجد
أحد القادة المؤسّسين لجماعة الإخوان المسلمين في السودان
(1345/1927 ـ 1439/2018)
داعية إسلامي سوداني كبير، أحد القادة المؤسّسين لجماعة الإخوان المسلمين في السودان، المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في السودان (1991 – 2008 )، نائب الخرطوم، من روّاد الصحافة الإسلاميّة.
ينتمي إلى قبيلة الجعليين بمنطقة قري، ولد في مدينة الرهد بولاية شمال كردفان، كان والده معلماً، فتنقل معه في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، وأم درمان،
ثم سافر إلى مصر في بداية المرحلة الثانوية، وأقام في حلوان، ثم التحق بكليّة الحقوق بجامعة فؤاد الأوّل، وتخرّج فيها سنة 1954، والتقى بالشيخ حسن البنا، وبايعه في الأربعينات، وحضر دروسه بالمركز العام بالحلميّة، وأعجب بشخصيته، ووصفه بالرجل القرآني.
عاد إلى السودان عام 1954، فأخذ ينشر مع إخوانه فكر الإمام البنا، حيث لقيت دعوته في السودان رواجاً كبيراً في صفوف الطلاب والمعلمين، وسائر طبقات المجتمع السوداني.
وكان على صلة طيّبة بالشهيد سيد قطب خلال دراسته بمدينة حلوان يقول صادق: "وكان معنا ابن أخته محمد بكر الشافعي، طلبت منه أن يصطحبني معه لمنزل قطب وبالفعل قمنا بزيارته وأصبحت الزيارة تتكرر كل جمعة لم يكن وقتها قد انضم للإخوان المسلمين كنا نذهب إليه باعتباره رجلاً أديباً كان متعلقاً بمحمود العقاد يدافع وينافح عنه إلى أن تحول للعمل الإيجابي مع الإخوان.
وشارك في الحركة الوطنيّة السودانيّة ضد الإنجليز ودخل السجن، اعتقل في عهد الرئيس جعفر النميري مع الشيخ حسن الترابي في سجن كوبر أربع سنوات، ونقل إلى سجن آخر ببور سودان ووضع في الإقامة الجبريّة سنة كاملة.
تولى رئاسة تحرير (مجلة الإخوان المسلمين) بين عامي: (1956 - 1959)، وجاهد جهادًا كبيرًا بقلمه ورأيه، مطالبا برحيل الاستعمار الإنجليزي، وكان صاحب مقالات يومية بالصحافة السودانية في ذلك الشأن، ولقي في سبيل ذلك السجن بين عامي: (1969م – 1972) في سجون كوبر، بورتسودان وشالا.
سافر إلى المملكة العربية السعوديّة وعمل بها بين عامي: ( 1974 - 1978) تخلّلتها فترة عمل في الكويت، اشتغل خلالها رئيسا لتحرير جريدة (المدينة المنوّرة) وفي الكويت عمل محرّراً في مجلّة (المجتمع) واشتغل محرّراً في الموسوعة الفقهيّة الإسلاميّة في وزارة الأوقاف، ومكث في دبي بدولة الإمارات عدّة أشهر.
عاد إلى السودان بعد المصالحة المشهورة في عهد النميري، ثم أعيد اعتقاله قبل الثورة على نظامه، فأطلقه الرئيس عبد الرحمن سوار الذهب.
وتحدّث عن إنجازات الجماعة في السودان فقال: الحركة هي دعوة لتبليغ الإسلام على أوسع مساحة ممكنة في السودان لإخراج كثير من الناس من قصور فهمهم للإسلام إلى نور هذه العقيدة الطيّبة، ونحن نخاطب غالبا الفئة المثقفة لأنّ كثيراً من المثقفين قد حرموا من فهم الإسلام، خاصّة وأنّ الاستعمار من أولى مهامه أن يطمس هذا الدور ويطفئ هذا النور بكل ما يملك من طاقة، لذلك كان تركيز الإخوان على الفئة المثقفة لسهولة إدراكها وتبليغها للدعوة للآخرين بعد تخرّجهم من جامعاتهم أو مدارسهم ؛ واستطاع الإخوان أن ينجحوا في توثيق علاقاتهم بكافة الأحزاب الوطنية الموجودة، وقد ثبت لنا أن هذه العلاقة أثمرت نتاجاً طيباً بيننا وبينهم.
واقتضى هذا الأمر ألا ننال من حزب مهما كانت توجّهاته ومبادئه إلاّ تلك التي خرجت عن مبادئ الوطنيّة واتخذت موقفا ثابتا ضدّ الإسلام.
انتخب نائبا عن الخرطوم عام 1968.
رحّب بالقرارات التي اتخذها الرئيس عمر حسن البشير لتحقيق المصالحة الوطنيّة في السودان، ووصفها بأنّها خطوة في طريق الوفاق الذي طال انتظار الشعب له، ودعا المعارضة إلى أن تبدي حسن نواياها.
ورأى أنّ ثورة الانقاذ أعادت للجيش هيبته وأضعفت التمرّد، وأخذت في تصحيح الخراب الذي أصاب البلاد في مناهج التعليم وفي سلوكيّات وأخلاق المواطنين وردّهم إلى أصولهم.
وبارك إعلان الحكومة عن تطبيق الشريعة الإسلاميّة لأنّه أحد الأهداف الأساسيّة لجماعة الإخوان المسلمين، ورفعها شعار وحدة السودان التي يؤيّدها كل مواطن مخلص لدينه ووطنه، وأبدى تأييده لكل خطوة تقوم بها الدولة في اتجاه الإصلاح وتطبيق الشريعة الإسلاميّة، وأنكر ما ينسب إلى الثورة من انتهاك حقوق الإنسان، واعتبرها فرية وكذب وتهمة صغيرة بين الاتهامات الموجّهة ضد السودان بسبب حمله لمشروع تطبيق الشريعة.
وقال: نحن نؤيّد كلّ التأييد الخطوات التي تتخذها الحكومة لمواجهة أي عدوان يسعى للنيل من هذا الشعب، ومن حريّته وتوجّهه الإسلامي الذي أعلنه.
وتبنّى رأي الجماعة القائل بأنّ الواجب يفرض على الجميع دعم التجربة بالصورة التي تحقق المصلحة العامّة للسودان.
وأيّد عمليّة السلام في الجنوب قائلاً: ذاق الجميع مرارة الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وعطّلت مسيرة التطور وأفقرت الدولة التي انعكس فقرها على المواطن في مأكله ومشربه، فشيء طبيعي أن نؤيّد البادرة التي تصل إلى السلام، ويصبح السلام وحده كسلام قضيّة، وبالتالي تترتب عليها مسئوليّات كبرى في ألا ينتقص هذا السلام من أي شبر في مساحة الإسلام والشريعة الإسلامية.
وبعد حياة حافلة بالعطاء وجلائل الأعمال، انتقل إلى الرفيق الأعلى بمستشفى السلاح الطبي، بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم، الدكتور الصادق عبد الماجد، حيث كان يعالج.مساء يوم الخميس ١2 رجب 1439 الموافق 29 نيسان 2018، وشيّعت جنازته صباح الجمعة في موكب حافل.
ونعاه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في السودان، عوض الله حسن قائلاً: " إن وفاة الشيخ خطب جلل، فهو يمثل الإسلام، صدقا ونزاهة، حلما ورحمة، مهتما بدينه ووطنه".
وتحت عنوان: كلمة وفاء كتب هاشم الإمام: الأستاذ صادق من جيل الحركة الوطنيّة العظام الذين كانوا يحرصون على تجويد لغتهم العربيّة، والاطّلاع على آدابها ولا سيّما الشعر، يستوي في ذلك من درس الآداب أو العلوم التطبيقيّة أو القانون، وكان صادق ممّن درسوا القانون في مصر ولكنّه أعلم بلغة العرب ومذاهبها في القول من كثير ممّن درسوا في كليّات الآداب.
وقال: سألت الأستاذ عن نشر مذكراته فما أجابني بما يشفي، وإن لم يفعل فقد ظلم الشعب السوداني عامّة، والمنتمين إلى الحركة الإسلاميّة خاصّة ؛ لأنّه شاهد عصره، شهد أهمّ الأحداث في تاريخ السودان الحديث، وشهد مولد الحركة الإسلاميّة، وكان من مؤسّسيها، وكذلك إن لم يفعل فقد ظلم محبي التاّريخ وعشاق الأدب، وحرمهم من متعة قراءة التّاريخ بلغة الأدب.
______________________________________________________________
(1) مجلة المجتمع ع 1325 1326 س 1419/1999 حاوره شعبان عبد الرحمن. مجلّة المجتمع ع 1378 س 1420/1999 إخوان السودان يرحّبون بإجراءات المصالحة الوطنيّة. (2) مجلّة قضايا دوليّة س 4 ع 187 تاريخ 2 آب 1993 ثورة الانقاذ بين منظورين، قلم التحرير. (3) إسلام أون لاين حوار مع الشيخ صادق عبد الماجد، موضوع الحوار: لماذا جماعة الإخوان المسلمين في دولة إسلاميّة، تاريخ 15/12/2003. (4) سودانيز أون لاين الربع الرابع 2009 صادق عبد الله الماجد كلمة وفاء، هاشم الإمام.