مقبول بن نادر الزمان أحمد

نشر بتاريخ: الخميس، 03 أيار 2018 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

أمير الجماعة الإسلاميّة في بنغلاديش
(1358/1939 ـ معاصر)
أمير الجماعة الإسلاميّة في بنغلاديش، داعية إسلامي بارز، أحد المدافعين عن الحريّة والاستقلال في بنغلاديش.
ولد الشيخ مقبول أحمد في عائلة مسلمة في قرية عمر آباد التابعة لشبه محافظة داغن بويا الواقعة في محافظة فيني ببنغلاديش.
تخرّج من الجامعة في عام 1962، وانضمّ إلى (الجماعة الإسلاميّة) في عام 1966، وشارك مع أشقائه الخمسة في نشاط الحركة الإسلاميّة ببنغلاديش، وتزوّج بالسيّدة ثريّا بيغوم إحدى أركان الجماعة الإسلاميّة.


واشتغل بالتدريس، ثم عمل مراسلاً لصحيفة (سنغرام) اليوميّة، ثم رئيساً لمجلس إدارتها في عام 1998، وكان قد انتخب رئيساً ل(جمعية فلاح عام الخيرية) منذ عام 1984، ورئيساً لمجلس إدارة جمعية (انجومان فلاح المسلمين) وجمعيّة (المجتمع الإسلامي) في مدينة فيني، وترأس دار أدونيك للنشر، التابعة للمعهد البنغلاديشي الإسلامي، وعضواً في مجلس إدارة (الجامعة الفلاحية).
وتولّى مناصب قياديّة في الجماعة الإسلاميّة بكفاءة، أميراً للجماعة في مدينة فيني ثمّ نواخالي، وقام بنشاط دعوي واسع في نشر مبادئ الجماعة وتوسيع دائرة انتشارها في بنغلاديش.
وخاض الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 1970 كمرشح عن الدائرة الانتخابية لمنطقة "شونا غازي".
وانتخب أميناً عامّاً مساعداً للجماعة الإسلاميّة بين عامي (1989 ـ 2003) ثم نائباً لأمير الجماعة عام 2004، ثمّ أميراً للجماعة الإسلاميّة بالنيابة في عام 2010.
وعندما انتخب أميراً للجماعة وقف قائلاً: "إنكم تعلمون جيدا إنني كنت أميرا للجماعة الإسلامية بالوكالة لست سنوات وأكثر، وبفضل الله ورحمته وفضله وكرمه ومنه وبدعائكم وبتعاونكم المخلص حاولت في هذه المدة رغم ما واجهته من صعاب أداء مسؤوليتي على أكمل وجه ،وقد حاولت مرارا وتكرارا استبعاد نفسي من دائرة المسؤولية التي دائما ما تكون صعبة إلا أن إرادة الله فوق كل شيء، وها أنا اليوم أقف أمامكم وقد انتخبت أميرا للجماعة الإسلامية بأصواتكم عبر الاقتراع السري وأديت اليمين الدستوري كأمير للجماعة الإسلامية، وإنني إذ أنتهز هذه الفرصة لأرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل بأن يوفقني في أداء هذه المهمة الصعبة التي أوكلها الله لي بكل صدق وأمانة ومسؤولية، كما اطلب من الشعب عامة ومن إخواني في الجماعة الإسلامية خاصة الدعاء".
ووجّه خطابه إلى مواطنيه فقال: "إن أرضنا الحبيبة بنغلاديش تتمتع بإمكانيات كبيرة. هذا البلد مليء بالثروات الطبيعية والمعدنية والموارد المائية. وحتى نحقق الاستفادة الكاملة من هذه الموارد الضخمة، نحن بحاجة إلى الحكم الرشيد، ومجتمع عادل وقيادة وطنية تتمتع بالخبرة والمهارة. ومن هذا المنطلق تعمل الجماعة الإسلامية من أجل بناء مجتمع عادل وإعداد وتأهيل رجال وكوادر وقيادات وطنية قادرة على إدارة البلاد، إن الجماعة الإسلامية وضعت خططاً طويلة المدى لإقامة دولة الرفاه على ضوء المعطيات المحلية والاقليمية والدولية .إننا متفائلون للغاية بأن جهودنا بإقامة دولة الرفاه سوف تؤتي ثمارها وسوف نستطيع تأمين الديمقراطية وإقامة الحكم الرشيد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتأمين حقوق الناس بغض النظر عن العرق أو الدين او المعتقدات السياسية، إن الشعار الرئيسي للجماعة الإسلامية الصداقة مع الجميع ولا عداوة مع أحد، وعلى هذا المبدأ الأساسي، تنشأ العلاقات الطيبة مع جميع الدول المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم. ويمكن تحسين العلاقة المتبادلة القائمة على المساواة والانصاف." 
وقام برحلات دعويّة تحدّث عنها، شملت اليابان والكويت والحرمين الشريفين، لقي فيها العلماء وقادة الفكر الإسلامي.
وضع قوله سبحانه وتعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " (سورة الأنعام 162)، شعاراً، فكان هدفه ومقصده الرئيسي والأساسي للحياة هو طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
وعلّل سبب ما نشاهده اليوم من ظلم وتعذيب وقمع وهضم وسلب للحقوق تخلينا عن أوامر الله تعالى وعدم اجتناب نواهيه.
وعندما تعرّضت الجماعة الإسلاميّة في عهد الشيخة حسينة واجد للقمع والاضطهاد، ذكّر قادة العالم الإسلامي بمسؤوليتهم التاريخية أمام الله أولا ثم أمام الأمة المسلمة، وطالب بإطلاق سراح  قادة الجماعة الإسلامية الذين يقبعون في سجون حكومة بنغلاديش، ويواجهون شبح الموت المخطط لهم زورًا.
وخاطب الشعب قائلاً: "إن ملكية بنجلاديش تعود لـ160 مليون نسمة  يعيشون في أرض هذا البلد ، إن مصلحة البلاد لا يمكن أن تذهب سدى أمام أطماع اللصوص الذين لا يريدون إلا نهب ثروات البلاد وبيع مصالحها ، إنه يجب علينا أن نتخذ موقفا صارما ضد أولئك الذين يريدون تدمير مؤسسات الدولة مجرد الاحتفاظ بالسلطة".
وأضاف: "إن وكالات إنفاذ القانون وبدلا من القيام بدورها المنوط بها المتمثلة في الحفاظ على القانون والنظام والأمن العام، تقوم بدور مغاير ومعاكس تماما، إذ أنها هي التي تخل بالقانون والنظام والأمن العام وهي سبب الفوضى في البلاد، وعلى الجانب الآخر، محاولات حكومية مستميتة لتحويل محاكم البلاد إلى أجهزة تابعة لها تحقق لها مبتغاها وتصبح هذه المحاكم مطيعة تماما لأوامرها".
وعندما اتهمت الحكومة قادة الجماعة بالتحريض على التشدد والتخطيط لتنفيذ بعض الأنشطة الهدامة، وزجّته في السجن، نفى هذه المزاعم، ودعا إلى مظاهرات احتجاجية، متهما الحكومة بأنها "تعتقل باستمرار نشطاء الجماعة الأبرياء لمجرد البقاء في السلطة.
وأصدر الشيخ مقبول أحمد باسم الجماعة الإسلاميّة بياناً في 30/1/2014 يرفض فيه بشدة حكم الإعدام الذي صدر بحق أمير الجماعة الإسلامية الشيخ مطيع الرحمن نظامي في القضية الملفقة والمفبركة المرفوعة ضده بتهريب أسلحة، (بعد شهرين من إعدام الشهيد عبد القادر ملا)، معتبراً هذا الحكم الجائر والتعسفي بأنه جزء من المخطط الحكومي الذي يهدف إلى قتل هذا السياسي المخضرم والقيادي البارز في الحركة الإسلامية بطريقة مخططة مسبقا وتصفية الجماعة الإسلامية من زعمائها وقادتها السياسيين.
وأضاف البيان أن الحكومة كانت قد رفعت دعوى قضائية ملفقة ومفبركة وكاذبة وعارية عن الصحة تماما ضد أمير الجماعة الإسلامية الشيخ مطيع الرحمن نظامي لتحقيق مصالحها ومآربها السياسية الخبيثة ، وهذه القضية ما هي إلا جزء من المؤامرة الحكومية بتصفية الدولة من خيرة سياسييها المخلصين للدولة ولشعبها.

______________________________________________________________
(1) الجماعة الإسلاميّة في بنغلاديش نت مقبول أحمد. (2) خطاب أمير الجماعة الإسلامية بالنيابة الشيخ مقبول أحمد للشعب ببنغلاديش 15/4/1916. (3) الجزيرة نت 10/10/2017 اعتقال قادة الجماعة الإسلامية ببنغلاديش ومظاهرات تندد. (4) الجماعة الإسلاميّة في بنغلاديش نت، 17/11/2016 الخطاب الاول لأمير الجماعة الإسلامية المنتخب الجديد الشيخ مقبول أحمد. (5) نون بوست بنغلاديش تصدر حكماً بإعدام أمير الجماعة الإسلاميّة.

الزيارات: 1551