شقائق النعمان Anemone coronaria
وتسمى: الدحنون، والحنّون، وزهرة الدم، والشقيّق، والشقار الإكليلي، وغيرها من الأسماء.
وهو نبات عشبي حولي يتكاثر بالبذور، وينمو في البراري والسهول وأطراف البساتين، له فروع مزغبه تنتهي برؤوس تحمل وردة غالباً ما تكون حمراء وفي داخلها بذور سوداء،
وموطنه الأصلي أوروبا وشمال إفريقيا، وينتشر في بلاد الشام.
ارتبط اسمها باسم ملك الحيرة النعمان بن المنذر، الذي استحسن لونها الأحمر الناري، فأمر بزرعها حول قصره المعروف بالخورنق , كما أمر بحمايتها.
وقيل: نبتت على قبره عندما داسته الفيلة لمّا رفض الخضوع لملك الفرس بتسليم نساء العرب.
وتحتوي أزهار شقائق النعمان على مواد كيميائيّة: قلويدات أهمها البابا فيرين papaverine والرويادين Rhoeadine والروياجين Rhoeagen، وصبغ أحمر يعرف بالآنثوسايانين Anthocyanin ومواد هلاميه، وحمض الميكونيك وحمض العفص.(1)
وأشار العشاب الايرلندي كيوغ سنة 1735 م الى أن شقائق النعمان ذات طبيعة مبردة ومنعشة عند غلي ما بين 5 الى 6 زهرات حيث يخفف الألم ويحث على النوم , كما يمكن وضع الأوراق الخضراء المرضوضة على القروح و الحبوب و الحميات الجلدية الحارقة.
المعالجة بشقائق النعمان:
ولشقائق النعمان فوائد علاجيّة كثيرة منها: يجتذب البلغم مضغاً، وينقي الدماغ من المنخرين، وينقي القروح الوسخة، ويستأصل العلّة التي ينقشر عنها الجلد، ويدر اللبن والطمث، ويقلع الجرب المتقرّح والقوباء، ويدمل القروح، ويصبغ الشعر، وعصارته تذهب بياض العين، وتشفي بذوره من البرص بإذن الله.
ونقل ابن البيطار في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية عن ديسقوريدوس في الثانية تفريقه بين أصناف شقائق النعمان ووصفه لها فقال: هو صنفان بري وبستاني، ومن البستاني ما زهره أحمر، ومنه ما زهره إلى البياض وإلى الفرفيرية، وله ورق شبيه بورق الكزبرة إلا أنه أدق تشريفاً، وساقه أخضر دقيق، وورقه منبسط على الأرض، وأغصانه شبيهة بشظايا القصب رقاق على أطرافها الزهر مثل زهر الخشخاش في وسط الزهر رؤوس لونها أسود وكحلي إلى السواد، وأصله في عظم زيتونة وأعظم وكله معقد وأما البري منه، فإنه أعظم من البستاني وأعرض ورقاً منه وأصلب ورؤوسه أطول ولون زهر أحمر قان وله أصول دقاق كبيرة ومنه ما لونه وورقه أسود وأصفر وهو أشد حرافة من غيره من البري.
وقال جالينوس في 6: جميع الشقائق قوتها حادة جاذبة غاسلة فتاحة، ولذلك صار الشقائق إذا مضغ اجتذب البلغم، وعصارته تنقي الدماغ من المنخرين وهي تلطف وتجلو الآثار الحادثة في العين عن قرحة، والشقائق تنقي أيضاً القروح الوسخة ويقلع ويستأصل العلة التي ينقشر معها الجلد ويحدر الطمث إذا احتملته المرأة ويدر اللبن.
وتحدث ديسقوريدوس عن فوائد شقائق النعمان فقال: والبستاني والبري من شقائق النعمان جميعاً لهما قوة حادة، ولذلك إذا دقت أصولهما وأخرج ماؤهما واستعط به نقى الرأس، وإذا مضغت قلعت البلغم، وإذا طبخت بطلاء وتضمد بها أبرأت أورام العين الحارة، وقد تجلو الآثار التي فيها من اندمال القروح وتنقي القروح الوسخة، وإذا طبخ الورق مع القضبان بحشيش الشعير وأكل أدرَّ اللبن، وإذا احتمل أدر الطمث، وإذا تضمد به قلع الجرب المتقرح.
وقال عيسى بن علي: شقائق النعمان حار يابس في الثانية إن خلط زهره مع قشور الجوز الرطب صبغ الشعر صبغاً شديد السواد، ويقلع القوباء، وإن جفف أدمل القروح.
وفي التجربتين: عصارته تذهب بياض العين، ولا سيما من أعين الصبيان، وإذا سقيت بمائه الإكحال المركبة للعين قواها وحسن فعلها.
الشريف: إذا اكتحل بماء عصارته سود الحدقة ومنع من ابتداء الماء النازل في العين وقوى حاستها وأحد البصر، وإذا جفف وسحق منه درهمان بمثله هيج وشفى من الوجع الطارق بغتة، وإذا أخذ من الشقائق رطل وجعل معه من قشر الجوز الأخضر مثل نصفه ووضعا في زجاجة ودفنا في زبل حار أسبوعين وخضب به الشعر سوده، وإذا ملئت منه رطلية زجاج وجعل في أسفلها أربعة دراهم من الروستخج وهو النحاس المحرق مسحوقة وفي أعلاها مثل ذلك وطمس فوها ودفنت في زبل ثلاثة أسابيع، ثم أخرجت فإنه يوجد الشقائق قد عاد ماء رجراجاً أسود اللون يخضب به الشعر خضاباً على المشط فإنه عجيب، وإن خضبت به أيدي الجواري كان منه خضاب أسود.
وقال ابن رضوان: بزر شقائق النعمان أشفيت به من البرص بأن سقيت منه أياماً متتابعة وجربت ذلك مراراً كثيرة فسقيت منه كل يوم وزن درهم بماء بارد فانتفع به.(2)
المراجع:
1 الموسوعة الحرّة مادة شقيقة النعمان.
2 الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ص 255 لابن البيطار.
الزيارات: 3817