الحنظـل Citrullus colocynthis
الحنظل نبات زاحف حولي معمّر، يتبع الفصيلة القرعية، غزير التفريع، فروعه طويلة مضلعة عليها زغب كثيرة يصل طولها إلى مترين، وأوراقه مثلة الشكل، وأزهاره صفراء اللون،
وثماره كروية الشكل بحجم البرتقالة، لونها أخضر تتحول الى بنية مصفرة عند النضج، ومخططة بألوان مخضرة أو مصفرة.
ووصفه ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات يخرج أغصاناً وورقاً مفروشة على الأرض شبيهة بأغصان وورق القثاء البستاني وورقه مشرف وله ثمرة مستديرة شبيهة بكرة متوسطة في العظم مرة شديدة المرارة، وينبغي أن يؤخذ من شجرتها ويجمع إذا ابتدأ لونها يستحيل إلى الصفرة.
وتسمى ثماره: التفّاح المرّ، والعلقم، واليقطين البرّي، والشري، ومرار الصحراء، وقثاء النعام وغيرها.
وتحدث ابن جريج عن جني ثمار الحنظل فقال: ابن جريج: ينبغي لجاني الحنظل أن يجنيه في آخر السنة إذا اصفرّ ولا يقربه وهو أخضر ولا فيه خضرة، وإن أخرج شحمه من بطيخه نقصت قوته سريعاً وضعفت فإن ترك في بطيخه بقي دهراً والذي على شجره حنظلة واحدة قتالة.
وقال ابن ماسويه: وينبغي لمجتني الحنظل أن يحذر من الواحدة التي لم تحمل شجرتها غيرها فإنها ضارة متلفة، والمختار منه ما اصفرّ قشره فإن ذلك دليل على بلوغه ونضجه وما كان داخله أبيض قريباً من الصفرة خفيف الوزن متخلخل الحزم.
وعرف الحنظل عند المصريين القدماء كعلاج لكثير من الأمراض، وعرفه سكان البوادي كدواء للسع العقارب والأفاعي، واستخدموا قطران الحنظل في علاج مواشيهم من الجرب والقرّاد، وضرب بمرارته المثل، وفي ذلك يقول الشاعر الجاهلي عنترة:
قد طال عزكم وذلي في الهوى ومن العجائب عزكم وتذللــــي
لا تســــــــقني ماء الحياة بذلةً بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
الموطن الأصلي لنبات الحنظل حوض البحر المتوسط ، وينمو في المناطق الصحراوية الرملية على حواف المسيلات المائية، وبرياً على السواحل البحرية لحوض البحر الأبيض المتوسّط، وجنوب أوربا وغرب آسيا، وأهم البلدان المصدرة لثماره مصر وتركيا وإسبانيا.
ولب الثمار الداخلية للحنظل اسفنجي شديد الحرارة، ويحتوي على مواد مرّة الطعم، وهى من المواد الجليكوسيدية والمعروفة باسم كولوسنث،
ثماره تحتوي القلويدات، ومواد صابونية وبكتين ومكوناته الفعالة هي الكولوسنتين، والكولوسنثيتين وهما خليط من مواد قلويدية وغليكو زيدية، ومادة السيترولول.
وتحتوى بذور الحنظل على زيوت بنسبة 15 20% ، ويستخدم في علاج بعض الأمراض الجلديّة، ومنها مرض الجرب، ويستخدم في طرد القراد العالق بجلد الحيوانات والمواشي الزراعية والطيور المنزلية .
الأجزاء المستعملة من النبات لب الثمار والبذور، حيث يستعمل المنقوع المائي لثمار ولب الحنظل كمشروب شعبي لإزالة حالات الإمساك المزمن، ولتنشيط حركة الأمعاء والمعدة مما يساعد على سهولة الهضم وتقليل الغازات الناتجة .
وينصح حبيش بن حسن شاربه ألاّ يسقى في برد شديد ولا في حر شديد، فإنه إذا شرب في شدة الحر أضر بالمعدة والمقعدة إضراراً شديداً، ويبعث الدم من أفواه العروق في الخلفة، وإذا شرب في شدّة البرد أمغص وأكرب إكراباً شديداً، ولم تكد الطبيعة تنحل وهو يسهل من لا تكاد طبيعته تجيب من أهل البلاد الباردة،
وأضاف: ولم أر شيئاً من الأدوية المسهلة الحادة أعمل في أوجاع المرة السوداء منه غير أن الأوائل أغفلوا ذكره وتركوا العلاج به، وأما أنا فقد امتحنته وسقيته أصحاب داء الماليخوليا والصرع والوسواس وداء الثعلب وداء الحية والجذام فوجدته نافعاً لهم، وربما قيأ من يتناوله فينفعه أيضاً، وأما أصحاب الجذام فيوقف وجعهم فلا يزيد فهذا هو البرء من هذا الداء، وأما أن تكون أوصالهم التي سقطت ترجع فمحال.
وقال ابن سينا: الحنظل إذا طبخ في الزيت كان ذلك قطوراً نافعاً من الدوي في الآذان، ويسهل مع ذلك قلع الأسنان، والحنظل ينفع من القولنج الرطب والريحي جداً.(1)
وسمّاه داود بن عمر الانطاكي بالبطيخ البرّي، وقال: والظبى تحب أكله وقضمه، والسباع تهرب من شجرته، وفيه ذكر وأنثى.
وتحدث عن فوائد ورقه فقال: وورقه الطري ينفع لنزف الدم بقطعه، وينفع الماليخوليا والصرع وداء الثعلب، والجذام.
والحنظل هو حار يابس، يسهل البلغم الغليظ والسوداء، وشربته إلى نصف درهم.
وختم الانطاكي كلامه عن فوائد الحنظل فقال: والحنظل يدلك به الجذام وداء الفيل وعرق النسا والنقرس، وأصله نافع لنهش الحيّات والأفاعي والهوام، وهو أنفع الأدوية للدغ العقرب شرباً وطلاء.(2)
المراجع:
1ـ الجامع لمفردات الأدوية ولأغذية ص 129 ابن البيطار.
2-ـ تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب مخطوط جامعة الملك سعود.
الزيارات: 4146