مشاركات
مع بناة الإسلام
كتاب رائع يسد ثغرة في المكتبة الإسلامية، في أدب التمثيليات الإذاعية..
يقع الكتاب في نحو 260 صفحة من القطع الكبير، ويضمّ ثلاثاً وعشرين تمثيلية إذاعية، تتناول كل منها حياة واحد من عظماء الصحابة الذين بنوا صرح الإسلام، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم حتى قامت بهم دولة الإسلام، واشتد عودها، وامتدّت فتوحاتها.
الطنطاوي، صاحب القلم السيّال، والإنتاج الغزير، والغيرة على دين الله.
أبرز سمات الكتاب:
أدعُ لأهل الأدب واللغة أن يقوّموا الكتاب من زاويتهم، وأسجّل هنا أبرز سماته مما يتصل بالجانب التربوي:
1- يبحث الكتاب عن مفتاح كل شخصية من الشخصيات الفذّة التي تحدث عنها، ويبرز المواقف التي ترسم ملامح تلك الشخصية.
معرة النعمان...
مدينة العراقة و الطرافة و الأدب...!
قالوا عنها أم العواصم و قالوا عنها مدينة الجود و الكرم و قالوا مدينة جبر الخواطر إنها مدينة معرة النعمان التي تستلقي على سفح جبل الزاوية الجنوبي من ريف ادلب و تستقبل سهول حماه الشمالية...!!
.. انضمت المعرة للثورة منذ أيامها الاولى و أضحت محجة في كل يوم جمعة للآلاف من ثوار المنطقة، حيث يؤمها الثوار من كل ريف المعرة يحملون معهم اعلامهم و اغصان الزيتون و يهتفون بملئ حناجرهم للحرية و الكرامة قبل ان تعود قوافلهم آخر النهار محملة بعدد من الشهداء و المصابين.. !
الهزيمة النفسية
[باختصار، من مقال منشور في مجلة البيان – العدد 218 ]
الهزيمة النفسية سقوط حضاري لا يضاهيه نوع آخر من الهزائم العسكرية التقليدية. وخطورتها تكمن في كونها استعماراً للعقول والقلوب، قبل أن تكون استعماراً لخيرات الأرض ومقدراتها.
وعلى شدة وقع الاستعمار العسكري فإنه وسيلة قوية لإيقاظ الأمة من غفلتها، وتقوية لُحمتها، وتحرّك غَيرتها، وإحياء حميّتها الدينية، وفي النهاية طال هذا الاستعمار أم قصُر فإن مصيره الرحيل.
أما الاستعمار النفسي فيتغلغل في نفوس أبناء الأمة دون أن يدركوا أثره وخطره، بل دون أن يشعروا بإصابتهم به!.
الرسول صلى الله عليه وسلم قائداً
بسم الله الرحمن الرحيم
القائد العظيم في كل جماعة أو كل أمة هو من يملك الشخصية الآسرة، وهو ما يسمى اليوم بالكاريزما.
وتكون الشخصية آسرة (صاحبة كاريزما عالية) كلما استجمعت عدداً أكبر من المزايا، بدءاً من جمال الخِلْقة، ومروراً بالفصاحة والمقدرة الخطابية، والعلم والذكاء والحصافة، وانتهاء بالصفات الخُلُقية العالية من استقامة وأمانة وصدق وكرم وسخاء وتضحية...
حتى إن صاحب الشخصية الآسرة ينجذب إليه الناس ويُعجبون، بل يتغاضَون عما في شخصيته من نقص وعيب، ويدافعون عن كل ما يصدر عنها من مواقف.
ريّ من السماء
ارتفعت شمس الصحراء وازدادت لهيبا، ونفثت نسائمها الحارّة في كل اتجاه، وتلفتت المرأة المسافرة في هذا اليوم اللاهب حولها، تبحث عن شجيرة سمّر أو أي شيء له ظل في تلك الصحراء المترامية، لعلها تستظل من هذا الفيح الحارق، ولكنها لم تجد شيئا، ومدّت يدها إلى متاعها القليل الذي تحمله، وبحثت عن سقاء الماء علّها تجد فيه ما يروي ظمأها فوجدته خاليا جافا، فمضت تجرّ قدميها وقد أضناها المسير، والهب جوفها العطش، وهي صابرة محتسبة، ذاكرة شاكرة، لا هم لها إلّا ان يقبل الله عملها الذي هي فيه، وقد توجهت إليه سبحانه بالدعاء أن يقبل منها ويبلّغها وجهتها.