رسالة ابن عبو إلى مفتي القسطنطينيّة
"بسم الله الرحمن الرحيم, العزة لله, من عبد الله المتوكل على الله, الحي بفضله و قدرته, المجاهد في سبيله, أمير المؤمنين, المستمسك بشريعة الله, مبيد الكفار و قاهر جيوش العاصين لله, مولاي عبد الله محمد بن عبو, بارك الله مسعاه, وسدد خطاه ليسترد عزة الأندلس, و يجدد نهضتها, نصرها الله القدير, و هو القادر على كل شيء, إلى صديقنا و حبيبنا الخاص, السيد العظيم و الشريف الكريم, السامي المتقدم , العامل المحسن, الخائف من الله, أنعم الله عليه بنعمة الغفران".
" أما بعد فسلام الله عامة على دولتنا العلية, و نعمته و بركاته الوفيرة.
أيها الأخ العزيز, لقد بلغتنا أنباء دولتكم العلية, و شخص السلطان الكريم وما صدر عنه العطف على التعساء البائسين, وأنه سأل عنا, مهتما لمعرفة ما يجري لدينا,
وأنه اهتم و تألم لما أصابنا من ضنك و نصب على أيدي أولئك النصارى, وأن صاحب الجلالة و العظمة السلطان قد أرسل إلينا كتابا مختوما بخاتمه يعدنا فيه بالنصرة بعدد وافر من الرجال المسلمين, و بما نحتاج إليه من العون و العدد التي تسمح لنا بالحفاظ على هذه الأرض".
" و بما أننا نقاسي المتاعب الشديدة في هذه الأزمة المريرة, فإننا نلجأ من جديد إلى الباب العالي, نطلب النجدة و المعونة و النصر عن يدكم.
فالنجدة النجدة, بالله القاهر فوق الناس جميعا.
ونرجو من سيادتكم إعلام السلطان القادر بأحوالنا و إخباره بأخبارنا, بالحرب الكبرى التي نخوضها, وقولوا لعظمته إنه إذا أراد أن يشملنا برعايته وعطفه فليبادر إلى إنجادنا بسرعة قبل أن نهلك, فهناك جيشان قويان يتجهان إلينا لمهاجمتنا من جهتين.
و إننا إذا ما اندحرنا في المعركة, فإن الله سبحانه سيحاسبه على ذلك حسابا عسيرا يوم القيامة, يوم لا تنفع القوة في الحجة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
حرر يوم الثلاثاء في الحادي عشر من شهر شعبان 977ه .
مولاي عبد الله محمد بن عبو".
المصدر: حرب غرناطة تأليف: أورتادو دي مندوثا
الزيارات: 2299