قاسم سليماني
ولد قاسم سليماني ـ الحاكم السرّي للعراق، والقائد الحقيقي لمعركة الموصل وحلب ـ في بلدة رابور بمحافظة كرمان، إلى الجنوب الشرقي من إيران في عام 1957، لأسرة ريفيّة بسيطة.
بدأ حياته العمليّة كعامل بناء، ولم يتجاوز في تعليمه مرحلة الشهادة الثانوية ، ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان كموظّف بسيط.
تشبّع بأفكار ومبادئ الإمام الخميني، وانضمّ إلى الثورة الإيرانيّة في عام 1979، وشارك في المظاهرات المطالبة بعودة الخميني من منفاه بباريس.
انضمّ إلى الحرس الثوري الإيراني في عام 1980، ونجح في أوّل مهمّة كلّف بها وهي قمع ثورة الأكراد المطالبين بحقوقهم في غرب إيران، وتطوع للمشاركة في الحرب الإيرانية - العراقية (1980- 1988)، وتدرّج في الرتب العسكريّة إلى رتبة فريق، وتولّى قيادة الفيلق 41 المسمّى ثأر الله، وفي عام 1998 عيّن قائداً لفيلق القدس الجناح العسكري الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وحاز على ثقة مرشد الثورة علي خامنئي بسبب مواهبه العسكريّة، وما يتمتع به من خبرات وحماس ديني.
قام بدعم ومساندة جميع الحركات الشيعيّة المؤمنة بولاية الفقيه، وحمل مسؤوليّة الدفاع عن المستضعفين في لبنان وفلسطين وأفغانستان، وشارك في التخطيط والتنفيذ لكثير من العمليّات العسكريّة والمخابراتيّة خارج إيران، وآخرها معركة الموصل وحلب.
وسافر إلى اليمن مع بدء عاصفة الحزم، ودعم التمرّد الحوثي بالمال والسلاح، وأشرف على تدريب وتأهيل حزب الله اللبناني، وفتح له مستودعات الجيش الإيراني، للمشاركة في قمع ثورة الكرامة في سوريّة، وحثّ المنظّمات الشيعيّة في إيران وأفغانستان والعراق على المشاركة في الحرب التي يخوضها بشار الأسد ضدّ معارضيه، تحت دعوى حماية العتبات المقدّسة.
والتقى بالقادة الروس لتأكيد تحالف إيران وروسيا تحت دعوى مكافحة الإرهاب، والتنسيق بينهما على محاربة السنّة العرب.
برز اسمه كعقل مدبر للعمليات الإرهابية الخارجية التي ينفذها فيلق القدس، وصنفته كل من واشنطن في العام 2007 والاتحاد الأوروبي عام 2011، في قائمة الإرهاب الدولية، ووضعته وزارة الخزانة الأمريكيّة على لائحة العقوبات، بسبب مشاركته النظام السوري في قمع الاحتجاجات الشعبية منذ عام 2011.
واستطاع الإعلام الإيراني، وأبواق الشيعة بما تملكه من إمكانيّات تسويقه كبطل إسلامي لا يجود الزمان بمثله، وأظهرته كمبعوث من العناية الإلهيّة لحفظ مذهب آل البيت والتصدّي للنواصب قتلة الحسين، وأشادت به كبطل في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتغنّى بانتصاراته وبطولاته شعراء الشيعة في حسينيّاتهم واحتفالاتهم الدينيّة.