ابن حنبل الشيباني

نشر بتاريخ: السبت، 04 آذار/مارس 2017 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

وقف سداً منيعاً أمام فكر المعتزلة وفلسفتهم وأصبح حبّه شعار أهل السنّة

أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال

(164/780 ـ 241/855)

إمام العلماء المحدّثين في عصره، وإمام أهل السنّة على الإطلاق، وأحد أعلام الأمّة، وأزهد الأئمّة، أحد المجتهدين، صاحب الإمام الشافعي.

ولد ببغداد وقيل بمرو، وحمل إلى بغداد وهو رضيع، نشأ بها على الصبر والقناعة يتيماً،

حفظ القرآن في صباه، كان في طلبه للعلم مثالاً للجدّ والنشاط، أخذ القراءة عرضاً عن يحي بن آدم، وعبيد بن عقيل، وإسماعيل بن جعفر وغيرهم، وسمع خلقاً كثيراً، وعدّة شيوخه الذين روى عنهم مئتان وثمانون ونيّف، لزم علماء بغداد ورحل إلى البصرة والحجاز واليمن والكوفة، التقى مع الشافعي في الحجاز ثم ببغداد وأخذ عنه الفقه وأصوله،

 

نضج في الحديث وعلم الرواية، وجرى على منهاج المتقدمين من أصحاب الحديث فبلغ مبلغ الإمامة في الحديث، عمل بخبر الواحد من غير شرط متى صحّ سنده، وقدّم أقوال الصحابة على القياس، حدّث عنه مشاهير المحدّثين كالبخاري ومسلم،

قال الشافعي: "أحمد بن حنبل إمام في ثمان خصال: إمام في الحديث، إمام في الفقه، إمام في القرآن، إمام في اللغة، إمام في الفقر، إمام في الزهد، إمام في الورع، إمام في السنة"

وقال الشافعي: "خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل، ملأ الأرض علماً وحديثاً وسنّة، وكان شديد الكراهية لتصنيف الكتب، ويكره أن يكتب كلامه".

قال ابن أبي حاتم: إذا رأيت من يحبّ أحمد فاعلم أنّه صاحب سنّة.

وكان شديد الحياء كريم الأخلاق، يعجبه السخاء، دائم البشر، وكان يحبّ في الله ويبغض في الله، وقد دوّن عنه كبار تلاميذه مسائل وافرة في عدّة مجلّدات،

وجمع أبو بكر الخلاّل سائر ما عند هؤلاء من أقوال أحمد وفتاويه، وكلامه في العلل والرجال والسنّة والفروع في (الجامع الكبير) فبلغ نحو عشرين سفراً أو أكثر، ورويت فتاويه ومسائله.

وكان شجاعاً ثابتاً على الحق، دعي إلى القول بخلق القرآن فلم يجب، فضرب وحبس وهو مصرّ على الامتناع، ووقف سداً منيعاً أمام فكر المعتزلة وفلسفتهم، وأصبح حبّه شعار أهل السنّة.

لزم بيته في ولاية الواثق العباسي حتى جاء المتوكّل فأبطل القول بخلق القرآن وأكرم الإمام.

 صنّف كتاب (المسند) الذي يحوي نيّفاً وأربعين ألف حديث، و(العلل) و(المسائل) و(الناسخ والمنسوخ) و(الزهد) و(العلم) و(السنّة) و(الرد على الجهمية والزنادقة).

وينتشر المذهب الحنبلي في العالم الإسلامي وخاصّة في الحجاز ونجد.

توفي ببغداد ودفن بمقبرة باب حرب، كتب في سيرته: ابن الجوزي في (مناقب الإمام أحمد بن حنبل) وشرف الدين موسى الحجاوي أبو النجا المتوفى سنة 968 هـ (الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل) وعبد العزيز المسند في (إمام الصابرين أحمد بن حنبل) 1401/1981، وفؤاد أحمد عبد المنعم (سيرة الإمام أحمد بن حنبل) 1432/2011، وطارق سويدان (الإمام أحمد بن حنبل السيرة المصورة).

______________________________________________________________

(1) أعلام الموقعين ج 1 ص 28 عبد الرحمن بن علي بن الجوزي. (2) وفيات الأعيان ج 1 ص 47 أحمد بن محمد ابن خلكان. (3) غاية النهاية ج 1 ص 112 شمس الدين محمد بن محمد الجزري. (4) سير أعلام النبلاء ج 11 ص 177 شمس الدين محمد الذهبي. (5) شذرات الذهب ج 2 ص 96 عبد الحي بن أحمد ابن العماد العكري. (6) معجم المؤلّفين ج 2 ص 96 عمر رضا كحالة.  (7) صفحة من مخطوط كتاب الإقناع في فقه الإمام الأحمد بن حنبل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الزيارات: 2278