عبد الله الطنطاوي أديب في زمن الربيع العربي

نشر بتاريخ: الأربعاء، 08 أيار 2019 كتب بواسطة: المؤلّف: محمد علي شاهين

صدر عن دار جهينة بعمّان عمّان في  5 نيسان  2019، كتاب جديد للكاتب الإسلامي محمد علي شاهين، بعنوان: (عبد الله الطنطاوي أديب في زمن الربيع العربي) تناول فيه سيرة الأديب الناقد، والروائي الممتع، المناضل من أجل حريّة شعبه عبد الله محمود الطنطاوي، الذي أثرى المكتبة العربيّة بعشرات المؤلّفات القيّمة في ميادين الأدب والثقافة والمعرفة. 
يقدّم المؤلّف لكتابه بالحديث عن حالة العجز والضياع التي تعيشها الأمّة، وسعي القوى الاستعماريّة لإيهام العامّة والغوغاء وأنصاف المتعلّمين بأنّ ماهم فيه من تخلّف وفقر سببه الإسلام، متهمة إيّاه بالرجعيّة والإرهاب.
وكيف أعطت الجيوش الغازية لنفسها حق التدخّل في دولة مثل سوريّة لمحاربة الإرهاب، ووجدت من الأنظمة الفاقدة للشرعيّة من يعطيها حق التدخّل لقمع شعبه ووأد ثورته.  

  
ويصف ما حلّ بالأمّة من بلاء فيقول: وابتلي العالم الإسلامي بالانقلابات العسكريّة، وتسلّط العسكر على الحياة العامّة، وأنشبت الباطنيّة والحزبيّة مخالبها في جسد الأمّة تحت شعار الاشتراكيّة والوحدة والحريّة تارة، وتحت شعار المقاومة ومحبّة الحسين تارة أخرى، وقتل شعبنا السوري وشرّد في المنافي البعيدة، وامتلأت السجون وسراديب التعذيب بالأحرار أمام سمع العالم وبصره، لأنّه طالب بحريّته واستقلاله.
ويضيف قائلاً: وهنا يأتي دور الأديب المؤمن ليرسم البسمة على الوجوه من جديد، ويعيد إلى القلوب الواجفة الأمل، وإلى النفوس الخائفة الاطمئنان، وأن الله لن يتخلّى عنها، وأنّ نصر الله قريب.
وهنا يأتي دورنا لكتابة سيرة الرجال الأوفياء لدينهم ووطنهم وأمتهم، الحاملين رسالة النهضة ولواء التجديد، المدافعين عن شرف الكلمة الحرّة في زمن الخذلان العربي، الحرّاس الأمناء لحضارة الأمّة وعقيدتها، لنقول للأجيال القادمة بأنّنا رغم كل الظروف لم نستسلم.
ويضيف المؤلّف قائلاً: وكان من حقه علينا أستاذنا وقرّة عيوننا الأديب الداعية عبد الله الطنطاوي، الذي عاش مهاجراً يحمل قلمه، محاصراً بعيون النظام، محاطاً برعاية الله، ومحبّة إخوانه، أن نفرد له ترجمة خاصّة، نتحدث فيها عن سيرته وهجرته ومسيرته ومؤلّفاته القيّمة التي كتبها، والفنون الأدبيّة التي برع فيها، وجهوده في خدمة الأدب الإسلامي، وعن علاقته بأدباء عصره، وننشر نماذج من مقالاته.
يتحدث المؤلّف في كتابه عن: الحياة السياسيّة والاجتماعيّة، والحركة الفكريّة والأدبيّة في عصر الطنطاوي، ثم يتحدث عن الطنطاوي الأديب الناقد، ويقدّدم نموذجاً من نقده، ثم يتحدث عن جهود الطنطاوي في ميدان أدب الأطفال،  والمسرح، والبرامج الإذاعيّة، وعن علاقته بالروابط الأدبيّة، ويخصّص حيّزاً واسعاً للطنطاوي الصحفي، ويقدّم نماذج عديدة من افتتاحيّاته ومقالاته المنشورة، ثم يتحدث بإسهاب عن علاقة الطنطاوي بأدباء عصره، ويعطي مؤلّفات الطنطاوي المنشورة أهميّة خاصّة من خلال رواياته، وقصصه التي أبدعها قلمه، ويدوّن جانباً من سيرته الذاتيّة من خلال حواراته التي كان يجريها، ويختم الكتاب بتدوين الكلمات التي ألقيت في حفل تكريمه.
يقول المؤلّف: سيدرك القارئ أننا نكتب من خلال سيرة الطنطاوي طرفاً من تاريخ سوريّة وحركتها الأدبيّة، وندوّن جانباً مهماً من تاريخ الحركة الإسلاميّة التي أعطاها الطنطاوي وقته وماله وحياته.
ترك الطنطاوي بصمته على الجماعة، وعلى الجيل، وحبّب إلينا الفكر والأدب، وكان قدوة في التواضع والإيثار والعمل الجاد المنتج.
جاء الكتاب في 414 صفحة، من القطع المتوسّط، في غلاف جذّاب، صمّمه الفنان عثمان شاهين، نرجو أن يلقى عندكم القبول، وأن يأخذ مكانه في المكتبة العربيّة.

الزيارات: 1447