Induction therapy العلاج بالإيحاء
يعود العلاج بالإيحاء إلى عهد المصريين القدماء، عندما كانت هناك معابد النوم، أو ما يسمى بـ "النوم العلاجي"، إلا أنّ كثيراً من الناس يخلط بين التنويم المغناطيسي وعلم التنويم بالإيحاء، ويعتبره علما جديدا، أو ضرباً من السحر.
ويعرف الإيحاء علي أنه تلك التأثيرات النفسية التي يؤثر بها شخص على شخص آخر.
ويزداد الإيحاء تأثيرا في حالة الاسترخاء , لأنها تريح وتهدئ الجسم والنفس بوجه عام وتساعد على التركيز.
ويعتبر العلاج بالإيحاء الذاتي من أكثر الأساليب العلاجية سلامة وفعالية لعلاج معظم حالات الأمراض النفسية، وهو أحد أنواع العلاج بالإيحاء، الذى يتم فيه توجيه المريض و إرشاده وهو فى حالة التنويم الانتقالية التي تكون بين اليقظة والنوم ويقوم فيها الطبيب المعالج بعملية الإيحاء.
وفي التنويم بالإيحاء يخاطب المعالج العقل الباطن للمريض بعد تنويم العقل الواعي وإذا استطعنا ذلك تمكنا من دخول العقل الباطن وتمكنا بإذن الله من مسح الأفكار والعادات السيئة لدى المريض.
ويقصد بالتنويم الإيحائي استخدام اللغة والكلمات الإيحائية التي تحتوي على جمل تحوي اقتراحات إيجابية وتحفيزية.
ويمكن العلاج بالإيحاء حالات الإدمان على المخدّرات، والإدمان على الكحول، وحالات الخوف من: الأماكن المرتفعة، واستخدام المصاعد، وركوب الطائرات، والخوف من الغرباء، والتبوّل اللاإرادي وغيرها.
"ولا تتم جميع حالات الإيحاء إلا من خلال المريض نفسه، وينحصر دور الطبيب بإرشاد وتوجيه المريض إلى علم الإيحاء، وكيف يصل إليه ويمارسه، ثم كيف يستفيد منه.
لجأ الدكتور الفيرا لانج أستاذ المخ والأعصاب فى جامعة "نيويورك"، إلى ممارسة الإيحاء الذاتى لبعض المرضى فى مستشفى جامعة هارفرد، مما عمل على تنشيط بعض مناطق فى المخ للمساعدة فى علاج بعض الأمراض.
ورأى أن طريقة الإحياء الذاتى استخدمت أيضا فى علاج آلام البطن والمفاصل بدلا من العقاقير الطبية.
وتتم عملية الإيحاء الذاتي عن طريق جلوس المريض فى مكان هادئ وجعله يتخيل موقفا سعيدا، فإن هذا التخيل البصرى ينشط مناطق فى المخ، حتى تجعله يعيش هذه اللحظات فى الحقيقة، وبعد ذلك تتبدد الآلام."(1)
"واكتشف باحثون إيطاليون أن العلاج بالإيحاء كان له أثر إيجابي كبير على أدمغة بعض مرضى شلل الرعاش «باركنسون» بصورة لم تكن متوقعة.
وأعطى باحثون من كلية طب جامعة تورين الإيطالية بقيادة الدكتور فابريزيو بانديتي عدداً من المرضى محلولاً ملحياً عادياً، وأخبروهم أنه أحد أدوية المرض، ثم راقبوا الخلايا العصبية في أدمغتهم فوجدوا أن استجابة الخلايا العصبية لذلك المحلول الملحي تماثل استجابتها للدواء الحقيقي". (2)
البلاسيبو Placebo أو العلاج الوهمي: هو العلاج بأدوية لا تحتوي على أي عناصر علاجية ولا تأثير لها على الإطلاق، كإعطاء المريض “حبوب سكر” على انها حبوب دوائية، أو إجراء العمليات الجراحية الوهمية، كجراحة “اللا شيء” التي ابتكرها أطباء ولاية تكساس.
تتمثل في تخدير المريض وتهئيته نفسياً لعملية جراحية حقيقة، ولكن كل ما يحدث هو تخدير المريض وأحداث جرح بسيط بالمكان المراد علاجه ثم خياطته دون فعل أي شيء !
والمدهش حقاً هو شفاء كثير من المرضى بعد إخضاعهم لهذا العلاج الوهمي، والسبب هو الاعتقاد حيث أثبت العلماء ان الاعتقاد يمثل 30% من أي علاج (3)
"هناك مدرسة طبية جديدة تنادي بإتاحة الفرصة للجسم “ليعالج نفسه بنفسه” من خلال تقنيات “البلاسيبو”.
وقادة هذا التيار على قناعة بأن الجسم يصل إلى حدود مدهشة إن أتيحت له فرصة كهذه، ففي مستشفى مونتريال الكندية مثلاً قام الأطباء بعمليات جراحية وهمية لمرضى الزهايمر “لم يفعلوا خلالها غير فتح الجمجمة ثم إعادة تلحيمها”.. ومن المعروف أن هذا المرض ناجم عن تآكل حقيقي لبعض خلايا الدماغ. لكن الأطباء أقنعوا المرضى أنهم سيزرعون في أدمغتهم خلايا بديلة. وحين استيقظوا وشاهدوا آثار جراحة حقيقية شهد ثلثهم تحسناً فورياً!! غير أن أهم مجال يتفوق فيه “البلاسيبو” هو تخفيف الألم بخداع الدماغ ذاته، فقد اتضح أن 50% من المرضى يخف لديهم الألم إن أقنعتهم أن هذه الحبة “أو تلك الحقنة” هي فاليوم أو مورفين.
وما يحدث هنا أن الدماغ يقطع الاتصال مع نهايات الأعصاب وكأنه واقع بالفعل تحت تأثير الفاليوم أو المورفين.
إحدى الطبيبات كانت تشرف على علاج طفلة مصابة بأنيميا منجلية حادة، وهذا المرض يسبب آلاماً لا تطاق في العظام والمفاصل، وعند اللزوم يعطى الأطفال حقنة بيثيدين كمخدر لتسكين الآلام. مع الأيام تعلمت الطفلة أن هذه الحقنة تجلب لها الراحة فأصبحت تطالب بها باستمرار. لكن خشية الإدمان أصبحت الطبيبة تعطيها حقنة “ماء وملح” على أنه بيثيدين. كما يحدث مع الحقنة الحقيقية يخف الألم فوراً وتدخل الطفلة في نوم عميق. غير أن إحدى الممرضات أفشت سر الحقنة الجديدة فوصل الخبر للطفلة فتلاشى مفعولها. ليس هذا وحسب، بل أصبحت على قناعة أن حتى حقن البيثيدين مجرد خداع فلم تعد تؤثر فيها!"(4)
وقد أوصى العديد من المعالجين النفسانيين والعلماء بأهمية استخدام العلاج بالتنويم الإيحائي كوسيلة علاجية فعالة لحياة افضل.
المراجع:
1 اليوم السابع 2/4/2017 العلاج بالإيحاء.. وسيلة جديدة عن طريق تنشيط مناطق فى المخ تسكن الوجع
2 البيان 25/6/2010 العلاج بالايحاء والتخيل.
3 أراجيك 29/11/2014 البلاسيبو.. لغز يؤكد قوة الاعتقاد، أميرة أحمد.
4 الاتحاد 7/11/2012 العلاج بالإيحاء والتخيل بين الحقيقة والوهم.
الزيارات: 4853