الآس أو الريحان Myrtus communis

نشر بتاريخ: الإثنين، 08 شباط/فبراير 2016 كتب بواسطة: اعداد: محمد علي شاهين

 مجلة الغرباء العدد (2)

شجيرة دائمة الخضرة، تنبت في حوض البحر الأبيض المتوسط، ينبت في الأماكن الجبليّة الرطبة، وعرف الآس عند الفراعنة والإغريق والرومان، وعرفه المسلمون كدواء وغذاء وزيّنوا به قبور موتاهم. 

 

يحتوي النبات على مواد الدهيدية ومواد عفصية ومواد تربينية ومواد راتنجية، أوراقه بيضوية الشكل، ذات رائحة عطرية فواحة، وله زهور بيضاء زكيّة الرائحة، وثمرته لبيّة بيضاء وسوداء بعد نضجها،

 

 

الفوائد الطبية والعلاجية لنبات الآس:

 

يحتوي الآس على زيوت عطريّة طيارة وأهمها: ألفنا نبين Pineme -  ليمونين Limonen كافينCamphene، مارتنيول Myrtenol، لينالول Linalol، جيرانيول Geraniol، نيرول Nerol، سينول Cineol، مواد عفصية، جليكوسيد الميريسترين Myricitrine، فيتامين ج

 

 

ويصفه أبو حنيفة فيقول: هو كثير بأرض العرب بالسهل والجبل وخضرته دائمة ويسمو حتى يكون شجراً عظيماً وله زهرة بيضاء طيبة الرائحة وثمرة سوداء إذا أينعت تحلو وفيها مع ذلك علقمة.

 

 

ويفرّق ابن البيطار بين نوعين من الآس:   البستاني والبري

 

فأما البستاني: فيصفه ديسقوريدس بأنّه الذي اشتدت خضرته حتى مال إلى السواد وهو أنفع في العلاج مما مال إلى البياض وخاصة ما كان منه جبلياً وثمر الأسود أضعف من ثمر الأبيض وقوته وقوة ثمرته قابضتان وقد يؤكل ثمره رطباً ويابساً لنفث الدم ولحرقة المثانة وعصارة الثمر وهو رطب تفعل فعل الثمرة وهي جيدة للمعدة مدرة للبول موافقة إذا خلطت بشراب لمن عضه الرتيلا ولمن لسعته العقرب، وطبيخ الثمر يصبغ الشعر، وإذا طبخ بشراب وتضمد به أبرأ القروح التي في الكفين والقدمين، وإذا تضمد به بالسويق سكن الأورام الحارة العارضة للعين وقد يتضمد به للغرب والأفشرج الذي يعمل من حب الآس بأن يعصر حب الآس ويطبخ عصيره طبخاً يسيراً فإن لم يفعل به ذلك حمض ومتى تقدم في شربه قبل شرب النبيذ منع الخمار، وهذا الأفشرج يصلح لكل ما يصلح له الثمر، وإذا صير في المياه التي يجلس فيها وافق خروج الرحم والمقعدة والنساء التي يسيلِ من أرحامهن الرطوبات المزمنة ويجلو نخالة الرأس وقروحه الرطبة وبثوره ويمسك الشعر المتساقط، وقد يقع في أخلاط المراهم اللينة مثل ما يقع في الدهن الذي يعمل من ورق الأس وطبيخ الورق يصلح ليجلس فيه ويوافق المفاصل المسترخية، وإذا صب على كسر العظام التي لم تلتحم بعد نفعها ويجلو البهق ويقطر في الأذن التي يسيل منها قيح ويسوّد الشعر وعصارة الورق أيضاً تفعل ذلك.

 وقال جالينوس: والورق اليابس من ورق الآس هو أكثر تجفيفاً من ورق الآس الرطب لأن الرطب يخالطه شيء من الرطوبة، وأما رب الآس فليس يعصر من ورقه فقط لكن من حبه أيضاً وجميع هذه قوتها قوة حابسة مانعة إذا وضعت من خارج على البدن، وإذا وردته من داخل لأنه ليس يخالطها شيء من القوة المسهلة ولا من القوة الغسالة.

 

وقال: ديسقوريدوس: والورق إذا دق وسحق وصب عليه ماء وخلط به شيء يسير من زيت أنفاق أو دهن ورد وخمر وتضمد به وافق القروح الرطبة والمواضع التي تسيل إليها الفضل والإسهال المزمن والنملة والحمرة والأورام الحارة العارضة للأنثيين والشري والبواسير، وإذا دق يابساً وفرَّ على الداحس نفع منه، وقد يجعل في الأباط والأربية المتغيرة الرائحة ويقطع عرق من كان به خفقان ويقويه إن أحرق أو لم يحرق واستعمل بدوم أو زيت عذب أبرأ حرق النار والداحس، وقد يخرج عصارة الورق بأن يدق ويصب عليه في الدق شراب عتيق أو ماء المطر ثم يعصر، وإنما تستعمل عصارته وهي حديثة لأنها إذا جفت تتكرج وتضعف قوّتها

 

وأمّا البري: فيصفه ديسقوريدوس في الرابعة: وهو نبات له ورق شبيه بورق الآس البستاني إلا أنه أعرض منه، وفي طرفه حدّ شبيه بطرف سنان الرمح وله ثمر مستدير فيما بين الورق وإذا أنضج كان ورقه أحمر وفي جوفه حب صلب، وله قضبان تشبه قضبان النبات. الذي يقال له لوقس كثيرة مخرجها من أصل واحد عسرة الرض طولها نحو من ذراعٍ مملوءة ورقاً وأصله شبيه بأصل النبات الذي يقال له اعرسطس إذا ذيق كان عفصاً مائلا إلى المرارة، وورق هذا النبات وثمره إذا شربا بالشراب أدرا البول وفتتا الحصاة وأدرا الطمث ونفعا من الحصى الذي في المثانة، وقد يبرىء اليرقان وتقطير البول والصداع وينبت في مواضع خشنة وأجراف قائمة، وإذا طبخ أصل هذا النبات وشرب طبيخه بالشراب فعل ما يفعله الورق والثمر، وقد تؤكل قضبان هذا النبات إذا كانت غضة وفي طعمها مرارة ويدر البول.(1)

 

الاستعمال الطبي:

 

يفيد زيت الأوراق داخلياً في علاج الأمراض الرئوية المزمنة، وسوء الهضم، ولتقوية الأعضاء والمفاصل المرتخية، كما يخفف من شدة الصرع

 

يستخدم زيت الأوراق خارجياً في علاج السيلان الأبيض والبواسير والجروح، لأنه يتمتع بخواص قابضة ومطهرة، يقوي الشعر ويزيل القشرة في الرأس، يفيد في معالجة التهاب الجلد الرطب عند الرضع والتهاب المنطقة التناسلية.(2) 

 

وجاء في تذكرة داود: الآس بري وبستاني، والبري اسمه (قف انظر) لحسنه، وهو سيّد الرياحين، ويعظم حتى يصير كالشجرة، ومنه أخضر وهو المرسين، وأزرق وهو المعدوم، وأصفر وهو فاسد إلا الأخضر، وهو ينبت لنفسه، وله ثمر قدر الحمّص، يسمّى حب الآس، وأجوده المستدير الورق، وهو بارد يابس قابض، وقبضه أكثر من برده، وهو يحبس الطبع والعرق والنزف، وكل سيلان إلى عضو، والتدليك به في الحمّام يقوّي البدن، وينشّف الرطوبات التي تحت الجلد، ويسرع جبر العظام، وإذا أحرق صار بدل التوتياء في تطيب رائحته البدن، وينفع الأورام الحارّة، وحرق النار، وينفع ورم الكبد الحارّة، وثمرته تنفع السعال، ولدغ الرتيلا والعقرب، وانسلاخ الجلد إذا ذرّ عليه، والآس يقوّي العين ويقطع دمعها، ويمنع ما ينحدر إليها إن طلي على الجبهة، وإن طبخ بالماء وجلس فيه نفع بروز المقعدة والرحم، ونزف الدم، وينفع الحرارة، وبثور الرأس، وينبت الشعر المنتثر، وشمّه يحدث السهر، وفي وصفه جميع منافعه التي ذكرت. (3)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

 

1 ـ الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ص 16 ابن البيطار.

 

2 ـ الركن الأخضر، الفوائد الطبية لنبات الآس فتحي بغدادي.

 

3 ـ تذكرة أولي الألباب داود بن عمر ص 8 (مخطوط) جامعة الملك سعود.

 

 

الزيارات: 2943