مدينة الخليل
أحدى أقدم المدن المأهولة في العالم، مدينة تاريخيّة فلسطينيّة مشهورة في الضفّة الغربية للأردن، تقع بجوار بيت المقدس، اسمها القديم (حبرون) فيها مدافن إبراهيم الخليل عليه السلام، وإسحق ويعقوب ونسائهم، أقطعها الرسول (ص) لتميم الداري، تقع في موضع طيّب نزه روح أثر البركة ظاهرة عليه، عليها حصن قديم، بنيت على سفح جبل الرميدة، ويعود بناؤها إلى 3500 سنة قبل الميلاد، وترتفع عن سطح البحر 940 متراً، وتشتهر بزراعة العنب والتين والزيتون، وفي (نزهة المشتاق) أنّ الخليل: "قرية ممدنة وفي مسجدها قبر إبراهيم وإسحق ويعقوب عليهم السلام وكل قبر من قبورهم تجاه قبر امرأة صاحبه.
وصف مشهدها الرحالة ناصر خسرو فقال: "والمشهد على حافة القرية من ناحية الجنوب، وهي في الجنوب الشرقي والمشهد يتكون من بناء ذي أربع حوائط من الحجر المصقول طوله ثمانون ذراعاً وعرضه أربعون وارتفاعه عشرون وثخانة حوائطه ذراعان وبه مقصورة ومحراب في عرض البناء، وبالمقصورة محاريب جميلة بها قبران رأسهما للقبلة وكلاهما من الحجر المصقول بارتفاع قامة الرجل الأيمن قبر اسحق بن إبراهيم والآخر قبر زوجه عليها السلام وبينهما عشرة أذرع"، وقال: "حين يخرج السائر من المقصورة إلى وسط ساحة المشهد يجد مشهدين أمام القبلة الأيمن به قبر إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، وهو مشهد كبير ومن داخله مشهد آخر لا يستطاع الطواف حوله ولكن له أربع نوافذ يرى منها فيراه الزائرون وهم يطوفون حول المشهد الكبير"، والمشهد الثاني الذي على يسار القبلة به قبر سارة زوج إبراهيم عليه السلام وبين القبرين ممر عليه باباهما، وهو كالدهليز وبه كثير من القناديل والمسارج، وبعد هذين المشهدين قبران متجاوران الأيمن قبر النبي يعقوب عليه السلام والأيسر قبر زوجه وبعدهما المنازل التي اتخذها إبراهيم للضيافة وبها ستة قبور، وخارج الجدران الأربعة منحدر به قبر يوسف بن يعقوب عليه السلام وهو من حجر وعليه قبة جميلة وعلى جانب الصحراء بين قبر يوسف ومشهد الخليل عليهما السلام قرافة كبيرة يدفن بها الموتى".
و"تقع الخليل في وهدة بين جبال كثيفة الأشجار خصبة التربة أعني شجر الزيتون والتين والجميز وفواكه كثيرة".
وتحوي العديد من الأسواق القديمة ومنها: سوق اللبن، وسوق القزّازين، وسوق الذهب، وسوق خان شاهين، وسوق السهلة، وسوق الشلالة، استولى عليها الصليبيّون عام 1168م، طوّقتها سلطات الاحتلال الصهيوني بأربعة وثلاثين مستوطنة، بعد احتلال الضفّة الغربيّة عام 1967، وأقام المستوطنون حيّاً يهوديّاً وسط المدينة، وقسّموا الحرم الإبراهيمي، وارتكبوا فيه مجزرة مروّعة عندما أطلق المستوطن باروخ غولدنشتاين النار على المصلّين وهم ساجدون في الحرم، حيث راح ضحية هذه المجزرة 29 شهيداً، بالإضافة إلى الكثير من الجرحى.
______________________________________________________________
(1) معجم البلدان م 3 ص 462 ياقوت الحموي. (2) نزهة المشتاق في ارتياد الآفاق ص 168 الشريف الإدريسي. (3) سفر نامة، ناصر خسرو. (4) صورة الجامع الإبراهيمي في مدينة الخليل.
الزيارات: 1403