أحمد بن عبد اللطيف بن مصطفى الجدع القيسي
إنّ انتصار الإسلام أمر حتمي وإنّ دولته العظمى قادمة لا محالة
(1360/1941 1360/2012)
أديب إسلامي، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالميّة، عضو اتحاد الكتاب والصحفيّين الفلسطينيّين بالدوحة قطر، مدير دار الضياء للنشر والتوزيع، عضو اتحاد الناشرين الأردنيّين، كاتب موسوعي، ناقد، مهتم بتراجم الإسلاميّين، وتوثيق الأدب الإسلامي شعره ونثره ؛ ولد في مدينة جنين، إحدى مدن شمال فلسطين، وبها أنهى مراحل تعليمه الثلاث، نال الشهادة الثانويّة الأردنيّة سنة 1377/ 1958، والثانويّة المصريّة من كلية النجاح بنابلس سنة 1378/ 1959، نال شهادة ليسانس في الآداب، قسم اللغة العربيّة، من جامعة بيروت العربيّة سنة 1390/ 1970، ودبلوم عام وخاص في التربية وعلم النفس من جامعة قطر.
عاش القضيّة الفلسطينيّة كسائر أبناء جيله، وذاق طعم النكبة، لكنّه تميّز عنهم بتدوين حركة الصراع مع اليهود بوعي وإدراك.
اشتغل بالتدريس بين عامي (1959 1994) في فلسطين والسعوديّة وقطر، وأسّس في عمان دار الضياء للنشر سنة 1404/1984، وتفرّغ لها سنة 1415/1994 وكان يؤمن بأن نشر الكتاب الإسلامي وترويجه بين الناس واجب ديني وقومي ووطني. الأستاذ أحمد الجدع
رأى أنّ انتصار الإسلام أمر حتمي، وأنّ دولته العظمى قادمة لا محالة، وزمانها قد تقارب، والأدلّة على ذلك في الكتاب والسنّة، وفي صعود الإسلام، وتآكل الإمبراطوريّات العظمى، وتسارعها نحو الانهيار.
اختياراته الشعريّة، تدل على حسن تذوقه للشعر العربي قديمه وحديثه، وقدرته على تمييز الشعر الجيّد، كما تدلّ على سعة اطلاعه على المدارس الأدبيّة والفنيّة المعاصرة.
وكان شديد الاهتمام بتاريخ القبائل العربيّة، وأنساب العرب في الجاهليّة والإسلام، لأنّه كان يحب الأصالة والعراقة، وكان ينطلق في عنايته بالأنساب وكتبها من منطلق إيمانه بأن شرف النسب يعصم صاحبه من الذلل والخيانة والغدر.
كانت همّته عالية، وكان طموحه أكبر من طاقته الجسميّة وإمكانيّاته الماديّة، أمّا مشاريعه الفكريّة والأدبيّة وأبحاثه التاريخيّة فقد استغرقت وقته كلّه.
وكان محباً لأهل العلم والأدب، مشجّعاً لهم، وكنت كلّما زرته في مكتبه بدار الضياء بعمّان، وجدته باسم الثغر مشرق المحيّا، عاكفاً على كتاب يقرؤه، ولا أنسى سؤاله الدائم: ماذا تكتب هذه الأيّام؟ وهل فرغت من كتابك أعلام الصحوة الإسلاميّة؟ ولم يدرأنه من أعلامها بسبب تواضعه.
كتب بصمت وإصرار مئات المقالات والدراسات في الصحف والمجلاّت الإسلاميّة، وعشرات الكتب في قضايا الفكر والأدب والثقافة لأمّة لا تقرأ.
وتميّزت مؤلّفاته بالسعة والشمول والموضوعيّة، وعني بالتراجم والسير الشخصيّة، وأرّخ للإسلاميّين المعاصرين مخترقاً حجاب المعاصرة، والتعتيم الإعلامي الذي فرضته الأنظمة العربيّة عليهم، وعني بالدراسة التوثيقيّة فكتب (دواوين الشعر الإسلامي المعاصر) الذي يعتبر بحق إضافة لما ألّفه مصدر اعتزاز للأستاذ الجدع، لأنّه لم يسبق إليه، وعرّف فيه دواوين الشعر ووثّقها، وأضاف مقدّمات القصائد، وقدّم نماذج منها، واستوعب فيه واحداً وستين شاعراً ؛ ومن مؤلّفاته: (شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث) عشرة أجزاء سنة 1404/1984 بالاشتراك مع الأستاذ حسني أدهم جرار، و(أناشيد الدعوة الإسلامية) أربعة أجزاء، و(فدائيون في عصر الرسول) 1398/ 1978 و(شعراء معاصرون من الخليج والجزيرة العربية) 1404/1984، و(المطارحات الشعرية قوانينها ومعجمها الشعري) 1404/1984، و(دواوين الشعر الإسلامي المعاصر دراسة وتوثيق) 1405/1985، و(ألقاب الصحابة مصادرها وقصصها وهدفها) 1405/1985، و(شعراء العرب المعاصرون) أحد عشر جزءاً 1405/1985، و(قاموسك الثقافي الكنز الذهبي في المعلومات العامّة) خمسة عشر جزءا 1409/1989، و(نساء حول الرسول) 1409/1989، و(فلسطين في فكر سيد قطب وأدبه) 1409/1989، و(أحمد ديدات حياته ونشاطه ومناظراته) 1410/1990، و(أجمل مئة قصيدة في الشعر الإسلامي المعاصر) 1409/1989، و(صراعنا مع اليهود، من أين؟ وإلى أين؟) 1410/1990، و(صحابيّات ومواقف) 1415/1995، و(معاني أسماء الصحابيّات) 1419/1998، و(ألقاب الصحابيات) 1420/1999، و(قاموسك الثقافي للأطفال والفتيان) 1998، و(معاني أسماء الصحابة) 1998، و(معلقات الشعر في عصر النبوة) 1999، و(قواعد النحو العربي مرحلة التأسيس) 1420/1999، و(نسب قريش) ثلاثة أجزاء 1419/1998، و(نسب الأنصار الأوس والخزرج) و(نسب الأنصاريات) و(نسب كنانة) و(معجم الأدباء الإسلاميّين المعاصرين) ثلاثة أجزاء 1420/1999، وألّف كتاباً عن أبي سفيان لم يسبقه إليه أحد هو (أبو سفيان بن حرب: من الجاهليّة إلى الإسلام) و(الله يعصمك من الناس: عرض تاريخي أدبي لمحاولات اغتيال الرسول (ص)) و(أولاد الرسول وأحفاده وأرباؤه) و(مصارع الصحابة) و(المعلّقات النسائيّة) لأشهر قصائد النساء في الشعر العربي، و(اعتذاريّات الشعراء للرسول (ص)) و(الأمالي في الشعر العربي المعاصر) و(الأمالي في الشعر العربي الجاهلي) و(دراسات في الشعر الإسلامي المعاصر) وديوان (الخروج من جحر الضب) و(اشهر القصائد العربيّة المعاصرة).
وكان رحمه الله يعشق الفصاحة، وفن القول، ويكره العاميّة والكلام الركيك، والرأي الفاسد.
عاش متفائلاً بمجد الإسلام، رافضاً الحداثة بمعنى تنحية القيم الإسلامية وإحلال القيم المستوردة محلّها، وشكّك بمن يفسّر الحداثة في الأدب بمعنى التبعيّة للغير بأصالة فكره، وإخلاصه لأمته وقال: "فإذا وجدنا عاقلاً يقبل به ويدعو إليه، فلا نشكّ عندئذٍ أنه مدخول الفكر، مأجور لغير أمّته.. وإلا فماذا نكون إذا حملنا فكر غيرنا وتغنّينا بأمجاد أعدائنا، وأنشدنا أشعار قاتلينا؟.
الواقع الأدبي في عالمنا العربي في تغيّر مستمر إلى الأفضل، والأدب الإسلامي يتقدّم بثبات وثقة رغم كل ما يعترضه من عقبات، وأدعياء الأدب والحداثة في تراجع مستمر رغم ما يُلاقونه من تأييد على أوسع مدى، فالأدب الإسلامي أدب الواقع والحداثة وأدب السّمو والرّفعة، وأدب التّراث المجيد، والواقع الأليم، والمستقبل المشرق".
خرج بنتيجة مفادها أنّ "الانتكاسة الكبرى في حياة الأمّة الإسلامية المعاصرة بدأت بسقوط الدولة العثمانية وتشرذم الأمة إلى دويلات لا حول لها ولا طول، وكان من نتيجة هذا السّقوط تمكّن الدّول الاستعمارية من شعوب المسلمين.
ومما ساعدهم على هذا التّمكن الجهل المطبق بالإسلام وأحكامه وأهدافه لدى عامّة المسلمين وخاصّتهم.
وعندما ظهر المصلحون الذين يُنادون بالعودة إلى الجذور والتّمسّك بالإسلام لاقوا من شعوبهم قبل حكّامهم عداءً وحرباً، وذلك بسبب ما أشرنا إليه من جهل بهذا الدّين.. ومما زاد هذا السّقوط استشراءً انجراف شعوبنا خلف الدّعوات القادمة من الغرب ظنّاً منهم أنّها المنقذ من الضّلال".
وفي الثامن عشر من شهر رجب الموافق للثامن من حزيران 2012، غادر دنيانا الفانية بهدوء الأديب المفكّر أحمد الجدع القيسي، تاركاً تراثاً ضخماً من المؤلّفات المطبوعة والمخطوطة، تشكّل مكتبة متكاملة الأبحاث والمعارف، وذكريات لا تنسى في قلوب محبيه وعارفي فضله.
المراجع:
(1) سيرة الأستاذ أحمد الجدع بقلمه كما وردت في معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين، ج 1 ص 75 (2) صحيفة اللواء ع 1417 و 1418، حوار مع الناقد والكاتب الموسوعي أحمد الجدع، حاوره: محسن عبود. (3) لقاء المؤلّف مع الأستاذ أحمد الجدع في مكتبه بدار الضياء في عمان في 29/12/2002. (4) مقدمة كتاب دواوين الشعر الإسلامي المعاصر، لأحمد الجدع. (5) رابطة أدباء الشام مقابلة مع الأستاذ أحمد الجدع لمحمد صالح حمزة.
الزيارات: 2662