أحمد عبد الكريم بن محمد نجيب

نشر بتاريخ: الإثنين، 08 تشرين1/أكتوير 2018 كتب بواسطة: بقلم: محمد علي شاهين

(1391/1971 ـ  معاصر)
داعية إسلامي، عالم محقّق، مترجم، أستاذ زائر بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو (1995 ـ 1996)، والأكاديميّة الإسلاميّة في زينتسا، مؤسس ومدير مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث في عام 2006، ودار المذهب للطباعة والنشر والتوزيع، ورئيس تحرير مجلة "قطر الندى" العلمية المحكَّمة.
يدّعي نسباً شريفاً موصولاً ببيت النبوّة، ويلقّب بالشريف.


ولد في قرية أطمة الحدوديّة التابعة لمحافظة إدلب في أقصى شمال سوريّة، تلقى دراسته الأوّليّة في بلده، حصل على درجة (الماجستير) وموضوع أطروحته (سبيل الرشاد في الاحتجاج بأخبار الآحاد)، والدرجة العالميّة (الدكتوراه) في علوم السنّة والحديث النبوي بتقدير ممتاز من جامعة أم درمان الإسلاميّة في السودان سنة 2001 وموضوع أطروحته (السنة النبويّة: مكانتها وأثرها في حياة مسلمي البوسنة والهرسك) في خمس مجلدات كبار، أشرف على إعدادها الأستاذ الدكتور مصطفى ديب البغا.
وكان مشغولاً بجمع وتحقيق تراث المذهب المالكي منذ مطلع شبابه، حتى أنّه لم يترك مظنة ولا مئنة لمخطوط من هذا التراث إلا رمى فيها بعزمه وألقى فيها بنفسه.
يقول د، نجيب: "وفي تتبّعي لمراحل تطور هذا المذهب أدركت أنه ولد في دار الهجرة، ونشأ في الديار المصرية، وعاش فترة ذهبية في الفردوس المفقود (الأندلس)، واستقر في بلاد المغرب العربي، التي احتضنته ودافعت عنه ونبذت ما سواه، ورأت في وسطيته خير منهج للحكومة الرشيدة والعيش الكريم بعيدا عن ويلات التطرف والغلو".
توجّه إلى موريتانيا (شنقيط) ولقي فيها الشيوخ، وزار بعض المراكز العلمية والتراثية، لخدمة التراث المالكي، ويصف تلك الفترة التي قضاها في موريتانيا بأنّها أروع أيام عمره وأكثرها عطاءً وتميّزا.
يقول د. نجيب: "تشرفت بالجلوس بين يدي حذاق العلماء المتفننين المنحدرين من منطقة الوسط والجنوب الغربي الموريتاني، ولا أنسى ذلك اليوم الذي استلمت فيه من يدي العلامة الشيخ محمد فال بن عبد الله الشنقيطي النسخة الأصلية الوحيدة في العالم حسب علمي من (أحكام عبد الملك بن حبيب المالكي) وكانت الصورة التي أخذت منها ثانية نسخة في العالم، وقد قمت بتحقيق الكتاب ووضعه على طريق النشر وهو ما تم بالفعل."
ونال بعد سنوات من حصوله على درجة الدكتوراه، درجة التخصص (الماجستير) في الفقه المالكي، من شعبة الفقه وأصوله، بجامعة نواكشوط الحرة بتقديرٍ جيدٍ جداً في عام 2012.
بدأ اهتمامه بالمخطوطات خلال فترة حرب البوسنة والهرسك (1992– 1995)، بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو، وحقق أكثر من 200 مخطوطة.
أودع مخطوطاته القيّمة في خزانة "مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث" ووضعها في خدمة الدارسين والباحثين، واستخدمها في عمليّة المقارنة بين المخطوطات، خلال التحقيق العلمي.
وتوجّه إلى مكتبات ايرلندا للتنقيب عن المخطوطات في خزائنها، فقام بجهد مشكور تشهد به كتبه المنشورة المحقّقة.
ومن كتبه المحقّقة: (إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق) من أصول التوحيد، لأبي عبدالله محمد بن المرتضى اليماني، المشهور بابن الوزير، المتوفى سنة 840 هـ  و(بهجة الناظرين وآيات المستدلين) للعلامة مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي، المتوفى سنة 1033 هـ، و(عيون المسائل في تفسير المُشكِل من القرآن الكريم)، لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري الشافعي، المتوفى سنة : ‏‏478 هـ. و(جمع النهاية في بداية الخير والغاية) وهو مختصر صحيح البخاري، لأبي محمد عبد الله بن سعد بن أحمد بن أبي جمرة الأزدي، الأندلسي، المالكي، المتوفى سنة 695 هـ.و(غريب صحيح البخاري) للحسن بن عثمان بن محمد الجزولي التملي، المتوفى سنة 932 هـ.و(مختصر أُسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير) لمحمد بن محمد بن علي الكاشغري، المتوفى سنة 705 هـ، و(الفتوحات السبحانية في شرح ألفية السيرة الزكية) قابلها على ثماني نسخ خطية كان يملك إحداها، لزين الدين محمد عبد الرؤوف المناوي، المتوفى سنة 1031 هجرية، 
وألّف كتباً نافعة منها: (الإسلام على حلبة الصراع) 1992، و(فصل الخطاب في بيان عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب) 1993، و(مدخل إلى علوم السنّة) (باللغة البوسنويّة) 1996.
وله عدد من الأبحاث والدراسات العلميّة المنشورة في مجلّة (قطر الندى) المحكمة.
تفرّغ للدعوة فعمل مديراً إقليمياً في مؤسسة الحرمين الخيريّة بفروعها في كرواتيا والبوسنة والهرسك بين عامي (1995 ـ 1996).
واشتغل بتدريس العلوم الشرعيّة في المعهد الديني بالدوحة، التابع لوزارة التربية والتعليم والثقافة القطريّة، وتدريس اللغة العربيَّة للناطقين بغيرها في معهد اللغات بالدوحة بين عامي: (1997 ـ 1999).
أدرك قيمة المخطوطات وأهميّتها، وكان حريصاً على جمع المخطوطات وحمايتها من الضياع والعبث والدمار فقام بزيارة 56 دولة لجمع المخطوطات، وحفظها في مدينة حلب، ثم نقلها بعد بدء الثورة بسوريا عام 2011، إلى كل من مصر وتركيا وألمانيا.
وبذل جهوداً كبيرة، رغم ظروف الحرب الصعبة التي دارت بين النظام السوري والمعارضة في مدينة حلب، لحماية التراث الإسلامي من القصف والحرائق، حتى أنّه تعرض للإصابة في رقبته؛ جراء انفجار وقع في حلب.
يقول الشيخ: فقدتُ وأنفقتُ في الثورة وعليها أكثرَ من ثلثي ما كنت أملكه قبلها، وأُصِبت في عامها الثاني 2012، إصابة أفقدتني كليًّا أو جزئيًّا معظم قواي البدنية؛ فلا والله لم أهِن ولم أضعُف ولم أستَكِن لذلك؛ بل احتسبته عند من يعلم السرَّ وأخفى، ورجوت به تكفيرًا للسيئات وحطًّا للخطايا!
وإنما ندمتُ غاية النَّدم على تأخُّري في التَّحذير من غرابيب الغلوِّ والبَغي حتى تمادَوا في غيِّهم وبغيهم وتنكَّبوا على الثورة اليتيمة، مع عِلمي اليقينيّ الجازم بأنهم ما نزلوا ساحةً أو حلّو أرضًا إلا أفسدوها، أو أفسدها من تذرَّع بوجودهم فيها، مَن لا يرقُب في أهلها إلًّا ولا ذمةّ!
وأوضح أنه تلقى العلاج بعد نقله إلى تركيا، لكنه فقد بصره بسبب الإصابة ـ عافاه الله ـ فكان يرى بعيني قلبه ما لا يراه بعيني رأسه.

______________________________________________________________ (1) السوريّة نت 13/9/2018 أكاديمي سوري يحقق 200 مخطوطة ويترجم المئات إلى العربية. (2) سيرة ذاتيّة للدكتور أحمد عبد الكريم نجيب، حرّرها في القاهرة سنة 1428. (3) ملتقى أهل الحديث، سيرة ومسيرة الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب الشخصيّة والعلميّة، بقلم ولده أبي العز الإدلبي فراس بن أحمد نجيب. (4) ميثاق، 18/1/2018 لهذه الأسباب أحببت أن أكون موريتانيا، بقلم: أحمد عبد الكريم نجيب.

الزيارات: 3065