حسين بن أحمد عيسى عاشور
الداعية الذي ساهمت دار نشره في ازدهار الكتاب الإسلامي
(1355/1936 ـ 1438/2017)
داعية إسلامي، ناشر ومحقّق، من روّاد الصحافة الإسلاميّة.
تتلمذ على أبيه الشيخ أحمد عيسى عاشور مفتي الجمعيّة الشرعيّة التي أسّسها الشيخ محمود خطّاب السبكي.
م يكمل دراسته بسب اعتقاله في عهد جمال عبد الناصر، وبعد الإفراج عنه سافر إلى الكويت في مطلع عام 1969، ثم انتقل إلى بيروت واشتغل في ميدان النشر والتوزيع، ثم عاد إلى مصر وأسّس فيها داراً للنشر والتوزيع باسم دار (المختار الإسلامي للنشر) في عام 1973، وكانت باكورة إنتاجه نشر كتاب "الإسلام يتحدي" للمفكر الإسلامي الهندي العظيم (وحيد الدين خان) طبع منه مئة ألف نسخة، وبلغ عدد عناوين الكتب التي طبعها خلال الثلاثين سنة التي اشتغل فيها بالنشر ألف عنوان.
وعرف عنه استهداف أكبر عدد من القرّاء، ووصول الكتاب الإسلامي إلى شريحة واسعة من الشباب والطلاّب بسعر مناسب بعيداً عن الجشع والاحتكار.
وطبع رسائل النور للنورسي، وكتب الشيخ عبد الحميد الكشك، والداعية أحمد ديدات، والدكتور مصطفى محمود، والشيخ محمد متولي الشعراوي، حلمي القاعود، وغيرهم.
ووصفت الكتب التي نشرها من اهم مراجع كتابات الإسلام السياسي في مصر و العالم العربي .
وأصدر في القاهرة مجلّة (المختار الإسلامي) الشهريّة صدر العدد الأول منها في ١٥ شعبان ١٣٩٩ / يوليو ١٩٧٩، عبّر فيها عن مختلف التيارات الإسلاميّة، وتخرّج فيها عدد من الصحافيين المشهورين، والكتّاب الإسلاميين المرموقين.
وأصدر ملحق اسمه «هاجر» للمرأة المسلمة، وجعل على تحريره فريق تحرير من النساء حصراً، وملحق «زمزم» للطفل، وملحق «المسلم الواعد» للشباب، وكان همه أن تخاطب المختار كل من تشمله كلمة الإسلام دون النظر إلي توجهه أو الأسلوب الذي يتخذه في حياته ما دام ينتظم في الاتجاه الإسلامي العام، ولم تحصر مجلة "المختار الإسلامي" نفسها في مدرسة أو تيار، فكان شعارها «مجلة كل المسلمين». ، وهو استكمال لمشروع رائد كان والده قد بدأ بتنفيذه عندما أسّس مجلة “الاعتصام” الصادرة عن الجمعية الشرعية واستمرت نحو خمسين عاماً.
ورغم قوة تأثير ما نشره من الكتب والكتيبات التي شكَّلت وجدانات أجيال كاملة، بل وصاغت الصورة التاريخية التي نعرفها اليوم باسم "الصحوة الإسلام" فقد كان لمنشوراته الصحفيّة أثر واضح في تنشئة جيل يؤمن بالإسلام منهج حياة.
ولخّص تجربته مع الصحافة في حوار صحفي فقال: “أهم تجربة أنا مريت بها في هذا الموضوع أن تكون صادقاً مع الله سبحانه وتعالي وتخلص له سيكون معك وسيكون نعم المعين .. الصدق قبل أي شئ.. التقوي.. “اتقوا الله ويعلمكم الله” الله سيلهمك الصواب ويحقق أمالك.. وأن تكون موحدا تفرد الله بالوحدانية والعبودية الحقة.. وأن تري الله جل وعلا في كل أعمالك وتستحضر عظمة الله في نفسك” .
وحول تجربة المختار الإسلامي يقول: "كانت هناك فكرة راودتني أيام السجن وهي إصدار مجلة تشبه مجلة "ريدرز دايجست" بأسلوب إسلامي لإعجابي بهذه المجلة رغم أنها لم تكن مجلة هادفه، كانت مجلة أمريكية صدرت في الأربعينات وكانت تناصر الحلفاء، وكانت فكرتها تقوم علي تجميع موضوعات طريفه من كل المجلات، ففكرت في إصدار مجله بنفس الطريقة ولكن بصيغة إسلامية، وفي سنة 1979 قدمت لاستخراج رخصة لإصدار مجلة "المختار الإسلامي" فكانت الرخصة ممنوعة في وقتها، فنصحني البعض بتكوين جمعية ومن خلال الجمعية يمكن إصدار المجلة باسم الجمعية .. وفعلاً أشهرت جمعية المختار الإسلامي من أجل إصدار مجلة المختار الإسلامي وقدمت الطلب للهيئة العامة للاستعلامات التي كانت مسئولة عن ذلك، وحصلنا علي الترخيص وفي خلال شهر أصدرنا المجلة، وقد كنا نعد لها منذ عشر سنوات منذ عام 1969 كنا نفكر كيف تصدر مجلة المختار الإسلامي لتكون مجلة فريدة من نوعها وليست مجلة تقليدية ، وعندما أصدرنا المجلة كنت حريصاً خاصة أن لي تجارب علي ألا أصطدم، وفعلاً قدمنا مجلة هادئة تشكل العقل المسلم بفكر هادئ بعيداً عن الإثارة ، وهذا مبدأ المجلة ، وبالرغم من ذلك فإن المجلة عملت دويا وإثاره غير عادية لدي القراء والمسئولين ، وعلي رأسهم وزير الثقافة أيامها الذي أراد مصادرة المجلة، ولكنه لم يستطع إلغاء الرخص القانونية واعتبرت نفسي أفلت بهذه المجلة، وما أثار استغرابي أن تحدث المجلة رغم هدوءها كل هذه الإثارة ، ولكن هذا الهدوء الذي تتسم به المجلة تغير فالمواقف والأحداث العالمية فرضت نفسها، فلقد تحولت المجلة الهادئة التي تخاطب العقل إلي مجلة قويه لها مواقف جريئة وشجاعة من الأحداث الإسلامية في هذا الوقت مثل الجهاد الأفغاني والثورة الإيرانية والصحوة الإسلامية ، وهكذا تحولت مجلة المختار الإسلامي إلي ضمير الأمة وأصبحت هي الصوت الوحيد علي الساحة التي تواجه كل هذه الأحداث فواجهنا العلمانيين والشيوعيين وغيرهم ، عن طريق كتاب ربنا سخرهم للمجلة، واليوم يوجد 15 كاتباً يكتبون للمجلة من الحاصلين علي درجة الدكتوراه وعلي مستوي راق من الصدق والفهم والجرأة والشجاعة أيضاً ، وأنا حتي اليوم عندما أقرأ المجلة فإنني أقرأها كقارئ عادي بعيداً عن الساحة".
بالرغم من اتخاذ المجلة طابعا هادئا لا يسعى للاصطدام مع السلطة، لكن واقع الحال فرض على المجلة ذلك حين هاجمت المجلة سياسة الرئيس السادات مع إسرائيل، وزيارته للقدس، واعترضت على هجومه على علماء الإسلام فأصدر السادات قراراته بمصادرة المجلات الإسلامية سنة ١٩٨١م، وظلت «المختار الإسلامي» مغلقة لمدة ثلاث سنوات، ثم أعيد إصدارها مرة أخرى بحكم قضائي، وما زالت تصدر إلى الآن.
توفي بالقاهرة بعد معاناة مع المرض وصلى عليه عقب صلاة عصر الجمعة بمسجد السيدة نفيسة، ودفن بمقابر الجمعية الشرعية بالأوتوستراد.
________________________________________________________________ (1) إضاءات 11/3/2017 الحاج حسين عاشور: رائد صحافة «الصحوة الإسلامية عبد الله الأزهري.(2) إضاءات 15/3/2017 في حب حسين عاشور، عبد الرحمن أبو ذكرى. (3) المصريون 11/3/2017 الشيخ حسين عاشور صاحب المختار الإسلامى.. فى ذمة الله. (4) محيط 12/3/2017 ورحل حسين عاشور .. مؤسس الصحافة الإسلامية، عمرو عبد المنعم.
* * * * *