الشعر
شوق وحرقة
المسـك ملءُ رُبـاكَ والعَبـَقُ *** والـنورُ ملءُ ثراك والألقُ
شَطَّ المـزارُ إلـيكَ وانقطعت *** بالسـالكين لحبِّكَ الطّـُرقُ
فمتى أعـود إلـيك يا وطنـي *** وتعودُ لي روحـي فأنطلقُ
إنـي لأذكـرُ موطـني وَلَهـاً *** في غربتي فـأكادُ أختـنقُ
أهواك يا وطنـي وكـلُّ هوىً *** مـن قـلبكَ المِعطاءِ ينبثـقُ
هل من عود إلى حلب
الشوقُ أقتلُ ما يَفــــــــري إذا احتجبــا والعُمْـرُ ضـاعَ إذا لـم يَستعِـدْ حَلَبـــا
خمسٌ وعشرونَ: لم تَكحلْ مدامعُنـــا ولا تناهـى الـذي في حُبِّـها التَهَبــا
خمسٌ وعشرونَ من صدٍّ ومن صَلَفٍ ومن سكاكيـنَ ما أبقتْ لنـا عَصَبــا
كلُّ الطيـورِ إلـى أعشاشِـهــا انقلبَــتْ إلا مُعنّـىً، كسيرَ القلبِ، ما انقلبـا
إليـكً عنّـي، فـلا أرضٌ ولا بَلَـــــــدٌ ولا سمــاءٌ إذا لـم تُعطِنــي حَلَبـــا
في واحةِ المولد
رسولَ الله مدحي لا يطيبُ إذا ما رُمت غيرَك يا حبيبُ
فمدحُ سِواك تنميقُ القوافي وصَفُّ الحرفِ والنظم الرتيبُ
ومدحُك يا رسول الله دِينٌ وفي حقِّ الأديبِ له وجوبُ
ويَعجزُ عن ثَراكَ بديعُ شِعري فكيف مَداك والأفُقُ الرحيبُ
فهذا نبضُ قلبي لهفُ روحي وشوقي والمحبةُ والوَجيبُ
تحلِّق في سماك سحابَ حبٍ وتهطِل فوق أوراقي تذوبُ
قصيدة: هي شامنا
لا خير في شعر يمالئ ظالماً * * * متجانفاً عن دينه غدّارا
أنّى تعيش قصيدتي في لحنها * * * مسرورة والبغي يهدم دارا
أنّى أرقصها على أوزانها * * * وأنا أرى في سوريا الإنذارا
وأرى دمشق الشام تخفض رأسها * * * خجلاً وتدعو ربها استنصارا
وأرى اعتداءً صارخاً في درعةٍ * * * وأرى جنوداً يحكمون حصارا
يطأون أعناق الرجال إهانةً * * * وعلى المساجد يطلقون النارا
تغتال دباباتهم وكأنها * * * تلقى العدوّ وجيشه الجرّارا
كانت مخبّأة لتقتل شعبها * * * حقداً عليه وتهتك الأستارا