معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين

نشر بتاريخ: الجمعة، 04 آب/أغسطس 2017 كتب بواسطة: عرض: محمد علي شاهين

بالتنسيق مع رابطة الأدب الإسلامي العالميّة، أصدر الأديب الموسوعي الأستاذ أحمد عبد اللطيف الجدع، صاحب دار الضياء، الطبعة الثانيّة من كتابه القيّم (معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين) في ثلاث مجلّدات، وأهداه إلى كلّ الأدباء الذين رفعوا راية الإسلام في أدبهم، ومنهم الأدباء الذين ضمّتهم أجزاء المعجم. 

ويحوي المعجم نحو خمسمائة ترجمة مختارة لأدباء وشعراء معاصرين ومعاصرات في العالم الإسلامي، متخطياً حجاب المعاصرة الذي فرضه الأوّلون على مؤلّفاتهم ومصنّفاتهم، لأنّه أدرك أنّ الأحياء أولى بالترجمة من الأموات، غير مقتصر على مذهب معيّن، ولا على جماعة معيّنة، ولا على المنتمين إلى رابطة الأدب الإسلامي، وهو منهج ينم عن بعد نظر، وسعة أفق، وإيمان بالوسطيّة والتعدّديّة. 

أمّا مصنّف المعجم الأستاذ أحمد الجدع فهو كاتب غزير الانتاج، كتب في عشرة أجزاء (شعراء الدعوة الإسلاميّة في العصر الحديث) بالاشتراك، وفي أحد عشر جزءاً (شعراء العرب المعاصرون) بالإضافة إلى ستّة عشر كتاباً في ميدان الدراسات الأدبيّة والفكريّة.

 

وهو بالإضافة إلى ذلك كلّه كاتب مقالة صحفيّة راقية، ومحاور يحسن الاستماع إلى محدثه، وشاعر مرهف دقيق المعاني، وقارئ نهم، وعاشق للكتاب وهذه صفة قلّ نظيرها في هذا الزمان.

وتميّز معجم الأستاذ الجدع بالإفاضة في السيرة العلميّة، والحياة العمليّة، وبيان الانتاج الأدبي والفني لكل علم من أعلام المعجم مع ذكر الطبعات وتاريخها ومكان صدورها، وسرد نموذج مختار أو أكثر من النثر الفني للأديب، أو أبيات مختارة من شعر الشاعر، وهذه طريقة شيخنا الثعالبي في اليتيمة، وياقوت الحموي في معجم الأدباء.

ولتيسير الوصول إلى الترجمة المطلوبة، رتّب المؤلّف الأعلام الواردة في معجمه على أساس الأسماء وفق تسلسل أحرف الهجاء، وجعل في نهاية كلّ مجلّد فهرساً خاصّاً له، وختم المجلّد الثالث بفهرس عام. 

وهو عمل جليل لا يعرف قيمته إلاّ من يكابده، ولا يدرك أهميته إلاّ من خبره، وهو خلاصة جهد شاق، وعمل مضن، وثقافة موسوعيّة قلّ نظيرها في عصر الأدعياء، وإحاطة شاملة بالأدب والأدباء في عالم إسلامي كبير يمتد من حدود الصين إلى البحر المحيط. 

جاء المعجم وقد هزمت جاهليّة القرن العشرين، وكشف زيفها وفسادها وفضحت عمالتها وتبعيّتها، وبدأ نجم الإسلاميين بالصعود رغم الكبت والقمع على جميع الصعد وفي مقدمتها الأدب.

فإلى مزيد من العطاء والتجديد والتطوير في دار الضياء، وليهنأ كلّ من ورد اسمه في هذا المعجم من إخواننا الأدباء الإسلاميين المعاصرين بهذه الشهادة التي منحها إيّاهم الأستاذ الجدع وجعلهم بها يتيهون فخراً. 

صدر المعجم في ثلاث مجلّدات أنيقة ضمّت ست عشرة وخمسمائة وألف صفحة من القطع العادي، زاد أناقتها غلاف سميك جذّاب صممه نجل المؤلّف أنس الجدع.

(كتبت هذه الدراسة عن (معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين) في حياة الأستاذ أحمد الجدع رحمه الله).

اللهم أغفر لأخينا أبي حسّان وأرحمه وأعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه، وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، وأفتح أبواب السماء لروحه برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

الزيارات: 3792